لماذا استهدف الزوار العراقيون مدفن معاوية بن أبي سفيان في دمشق؟ وما هي الخطورة التي يمثلها المدفن عليهم حتى يتعرضون له بتلك الطريقة؟
فريقان في خلاف دائم
معاوية بن أبي سفيان.. اسم يطرح ذكره انقساما لدى المؤرخين الذين انقسموا بشأنه إلى فريقين:
الفريق الأول: يرى أن معاوية بن أبي سفيان صحابي جليل من كتاب الوحي وهو الذي أسس الدولة الأموية ومنع أخطارا كانت تستهدف الإسلام ذاته.. وهذا الفريق يرى أيضا أنه إن كان لمعاوية طريقة خاصة في إدارة الحكم في عهده؛ فذلك أمر يعود إلى مقتضيات الواقع السياسي الذي فرض نفسه حينها.
الفريق الثاني: ينظر إلى معاوية بن أبي سفيان باعتباره أول من أحدث ولاية العهد في الإسلام مستهدفا بذلك استقرار المسلمين ومنع حدوث خلافات لكن مسألة قيام معاوية بإسناد المسؤولية إلى ابنه؛ تركت تحفظات كثيرة على تلك الخطوة خصوصا وأنه في تلك الفترة كان من بين المسلمين كفاءات كانوا أولى بتولي المسؤولية من ابن معاوية.
أسباب التصعيد المتبادل
الفريقان الأول والثاني يتفقان على أمر واحد برغم الخلاف.. وهو مكانة معاوية وقدره ويرون أن الاختلاف على طريقة إدارة الأمور في فترة تاريخية معينة لا يعني التعرض بالسوء لأبطال تلك الأحداث التي وقعت في سياقها..
لكن الوقائع التي سجلتها الكاميرات لعدد من الزوار العراقيين إلى سوريا أمام مدفن معاوية أثارت جدلا كبيرا بين الجميع وتحديدا حينما تعمد الأشخاص الذين استهدفوا المدفن استخدام أسلوب التشفي والمكايدة من دون مراعاة أدنى درجات الاحترام للراحلين.. فماذا حدث في المدفنة؟
مفاجأة خارج التوقعات
وقائع الأحداث الغامضة كان مسرحها مدفنة في العاصمة السورية دمشق وهي مدفنة “باب الصغير” وفوجئ المارة ومرتادو المدفنة بعدد من الأشخاص ظهروا في بداية الأمر على أنهم من المادة أو الزائرين وبمجرد اقترابهم من المدفنة رفعوا الأحذية في دمشق..
محاولة استهداف مدفن معاوية بتلك الطريقة المرفوضة حتى مع المختلفين معه أعادت إلى الأذهان حالة الجدل بين الفريقين المؤيد لمعاوية والمعارض له على السواء.. لكن القائمون بعملية الاستهداف هم في الأصل من أصحاب أفكار ضد معاوية ومنهجهه لخلاف خرج عن تباين في الرأي إلى محاولة المواجهة.
آراء بحاجة إلى مصادر
المتضادون مع أفكار معاوية بن أبي سفيان يعتمدون في ذلك الخلاف المتصاعد على آراء لم يتم تأسيسها إلى مصادر تاريخية موثوقة.. هذه الآراء يحمل أصحابها معاوية بن أبي سفيان إدانات أخلاقية لا يتفق ترويجها مع مقام صحابي جليل..
كذلك يروج المختلفون مع معاوية بأنه خرج عن طاعة علي ابن أبي طالب.. مستندين في ذلك إلى نفس الخلاف القديم الذي أثير بعد رحيل عثمان بن عفان – رضي الله عنه – وإدعاء مجموعات بأن عليا تأخر في استعادة حق عثمان من الذين استهدفوه ورأي فريق آخر أن عليا كان حكيما في أسلوبه في احتواء الفتن.. إلى أن تطورت الأحداث بنهاية الحسين رضي الله عنه لاحقا.