قبل عام 1908 لم يشغل المصريين بالهم بحوادث السيارات التي كان نادرًا أن يمتلكها أي شخص. ولكن في بداية ذلك العام حدثت واحدة من أشهر حوادث السيارات في تاريخ مصر، وهي الحادثة الأولى والتي تسببت بها وسادة. ما هي تفاصيل الواقعة؟ هذا هو ما سنستعرضه لكم في تقريرنا التالي، تابعونا.
يوم 10 مارس سيظل خالدا في أذهان سكان مصر الجديدة، وخاصة أحفاد من أسسوها منذ عام 1908، حين تم تحديد موعد أول سباق سيارات في مصر.
ففي ذلك الوقت لم تكن السيارة ضرورة من الضروريات الحياة كما هي اليوم, لذلك تهافت كثيرون على رؤية وحضور هذه المسابقة، بحسب ما نشرته مجلة أخر ساعة في 25 يناير 1942.
بدأ المتسابقون بالمرور أمام سرادق الخديوي عباس حلمي الثاني والذي يجلس إلى جواره أحد منظمي السباق وهو الأمير عزيز, وبعد أن أعطى الخديوي الإذن بالبدء ملوحًا لهم بيديه تسابقوا ومرت السباقات الثلاثة الأولى على أكمل وجه.
ثم انطلق السباق الرابع بين ثلاث أشخاص هم ديمرتينو بك وليفي وأروجو فندرل، وكان أروجو هو أمهرهم فقد فاز في سباق في أوروبا وكان الجميع يؤكد أنه هو من سيفوز بالمسابقة بكل تأكيد.
وبدأ المتسابقون بالفعل فكان في المقدمة سيارة ديمر تينو ب وسقطت من سيارته وسادة كان يستند إليها هو يقود، وعندما رأى أحد الجنود هذه الوسادة رأى أن من واجبه أن يلتقطها على الأرض.
المجند توجه إلى الوسادة والتقطها من على الأرض لكن ظهرت فجأة سيارة أوجو فندرل أمامه وبسبب ضجيج الجمهور لم ينتبه السائق أروجو فندرل من وجود الجندي وهو يلتقط الوسادة, فاختلت عجلة القيادة فى يده فتوجهت السيارة نحو المتفرجين فلقي خمسة منهم حتفهم وأصيب 15 آخرين.
الجراح ماكسيم كان أحد المتفرجين والذي قام بعدها رفع دعوى ضد الحكومة المصرية ونادي السيارات وأعضاء اللجنة الرياضية وأروجو فندرل، وديمر تينو بك، ومطالبتهم بتعويض 4 آلاف جنيه.
عرضت القضية وقتها على المحكمة المختلطة ورأت أن الحكومة المصرية شاركت في تنظيم السباق غير مسؤولة عن الحادثة، فكيف تتحمل الحكومة عمل هذا الجندي، كما أن ارتكاب الجندي هذا الفعل من أجل إخلاصه وواجبه نحو عمله فهو خاطر بحياته اعتقادًا منه أن هذه الوسادة تشكل خطرًا على المتسابقين، والغريب أن المحكمة رأت أنه من الأهمية أن يزيح الجندي هذه الوسادة من طريق فندرل، وقامت برفض الدعوى.
الواقعة حدثت قبل أكثر من 100 عام وبالتحديد في 10 مارس 1908، وكان السباق هو الأول من نوعه في البلاد للسيارات، التي كانت وقتها لا تشكل جزءً أساسيًا من منظومة النقل في أنحاء الدولة المصرية.
وحتى الآن لا تزال هذه الواقعة هي الأولى من نوعها في تاريخ الدولة المصرية، والتي راح ضحيتها الكثير من الأشخاص وأصيب آخرين فيها.