هل كان خليفة المسلمين يقبل وساطة راهب لحل الأزمات؟ وما سر سيطرة الفقيه على عمر بن عبد العزيز ؟ ومن وراء ربيب الصديقة الذي ورث منها كنوز العلم؟
لا زالنا مع عباقرة زمانهم الذين كانت لهم الصدارة عن الخلفاء والحكام وظلوا على رصيد وافر من الاحترام لدى العامة، وإن كان بعضهم قد تعرض لمس من السياسة زلزل أمنه واستقراره لكنهم ظلوا على مبادئهم لا يتركونها مهما كانت الأحوال والتقلبات حتى لو وصل بهم الأمر إلى المواجهة.
الوساطة حلال أمام الخليفة
إنه راهب قريش وحكيمها، إليه يلجأ أصحاب الحاجات والأزمات لأنهم يعلمون قدراته وعلاقاته .. ولما لا؟؟ والصديق الأول له هو الخليفة ذاته عبد الملك بن مروان الذي كان يقبل بوساطته ويحفظ له قدره.
إنه أبو بكر بن عبد الرحمن المعروف بأنه «راهب قريش» وقد كان عبد الملك بن مروان يستحي أن يتخذ أي إجراء بشأن أهل المدينة حياء من أبي بكر بن عبد الرحمن بل إن الخليفة أوصى ولده حينما حلت ساعة الرحيل براهب قريش خيرا وكان معروفا عن راهب قريش هذا الحكمة البالغة والرغبة في احتواء المشكلات قبل تصعيدها.
لماذا وقر عمر ذلك العالم؟
أما خامس العباقرة فهو عبيدالله بن عتبة، وقد كان عالما وشاعرا على قد كبير من الذكاء لكن السياسة لا ترحم أحدا فقد انخرط في معارضة الحجاج حتى اضطر إلى الفرار بعد إحدى المواجهات إلى أن لجأ إلى محمد بن مروان وضمن له ألا يتعرض للأذي .
وكان معلما لعمر بن عبد العزيز قبل أن يتولى الخلافة وقد حفظ بن عبد العزيز لعبيد الله مكانته الكبيرة وكان يعتبر أن الجلوس إلى رجل في مثل تلك المكانة خير من الدنيا.
ورغم ذلك لم يكن عبيد الله يجامل عمر بن عبد العزيز لحظة واحدة فيما يراه بحاجة إلى مراجعة وكان عمر يحترم رأيه .
الفقيه ربيب أم المؤمنين
أما سادس الفقهاء فهو المستشار المؤتمن والعالم النابغة فهو ربيب أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة وعنها تعلم علوم الفقه وتلقى بقية علومه من النجوم الكبار الصحابة الأجلاء .
إنه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وكان له مهابة كبيرة واحترام موفور لدى خلفاء بني أمية وعقب إخمادالاضطرابات كان العالم الفقيه واحدا من كبار مستشاريهم.
سابع السبعة أنوار
أما سابع السبعة فقهاء فهو الهادئ ذو الوقار سليمان بن يسار وقد عرف بن يسار بأنه الفقيه الكبير الذي غلبت على آرائه
الحكمة والعلم ببواطن الأمور وهو شقيق العالم الكبير عطاء.
بن يسار لكن سليمان كان معروفا بأنه أكثر فقها وعلما ورصانة ، ويدلل على ذلك موقفه الشهير أيام الأزمة التي اندلعت بين أتباع الإمام علي وبين معاوية بن أبي سفيان وكان رأي ذلك الفقيه ألا تميل كفته إلى أي من هذين الفريقين.