تقع تلك المنطقة في السعودية وصدر بشأنها تحذير من الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – من دخولها .. وارتبطت بقصص تقشعر لها الأبدان بعد أن شهدت انتقام السماء من قوم تمردوا على أمر ربهم.. فما حقيقتهم وما سر التوجيه النبوي الكريم بعدم دخول ذلك الموقع؟
توجد تلك المنطقة التي منعها الرسول لكريم – صلى الله عليه وسلم – في منطقة تبوك بالسعودية وترتبط تاريخيا بقوم ثمود الذين أرسل الله إليهم نبي الله صالح – عليه السلام – والذين تمردوا على أمر الله بشأن الناقة..
ماذا اشترطوا على نبي الله
كان ثمود قوما أعرابا أتوا بعد قوم عاد، ولم يعتبروا بما حدث لمن كان قبلهم، ولما جاءهم نبي الله صالح يدعوهم إلى الخير اشترطوا عليه أن يخرج لهم من قلب الصخور ناقة بمواصفات معينة وعاهدوه أنهم إن حقق لهم ذلك المطلب أن يؤمنوا بما جاء به..
رغم ذلك استمر أغلبهم على موقفهم ورفضوا الاعتراف بالناقة بل إنهم تخلصوا منها وعزمت مجموعة منهم على التخلص من صالح نبي الله فأرسل الله عليهم حجارة، وكان صالح قد أنذرهم بأن نهايتهم بعد ثلاثة أيام وبحلول الموعد المحدد من نبيهم حلت بهم صيحة من السماء فانتهى أجلهم. لتصبح قصتهم عبرة للظالمين ورافضي الحق.
النبي يصدر أمرا بالتوقف
وعندما نزل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى تبوك طلب الناس شرب الماء من ذات الآبار التي كان يشرب منها قوم ثمود، واستعدوا لذلك فأمرهم النبي الكريم بالتوقف عن ذلك بل إنه نهاهم صلى الله عليه وسلم – عن الدخول على القوم الذين حل بهم ذلك المصير الصعب.
وقال الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – إني أخشى أن يصيبكم مثل ما أصابهم فلا تدخلوا عليهم، وروى عنه – عليه الصلاة والسلام أنه قال: لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين ، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم
مصير المخالفين للأمر
وورد في السيرة النبوية أن النبي الكريم حينما مر بمنازلهم قنع رأسه ، وأسرع راحلته ، كما نهى عليه الصلاة والسلام عن دخول منازلهم أن يكون الداخلون باكين.. وذلك في إشارة من النبي الكريم إلى تجنب مصير ثمود.
وموقع ثمود تحديدا كان في منطقة الحجر أو «العلا»، وسميت من قبل مدائن صالح نسبة إلى نبي الله صالح – عليه السلام – كما سميت أيضا «ديار ثمود» وهي الآن موقع أثري شهير شمال غرب السعودية.
كما تضم تلك المنطقة أكثر من مائة واثنين وخمسين واجهة صخرية منحوتة .. وظلت شاهدة على ما حدث في تلك المنطقة وأظهرت للبشرية مصيرا ظل عبرة لمن يعتبر حول من خالف أوامر الله.