إنها أصعب ليالي التاريخ.. حيث استباح المغول عاصمة الخلافة وألقوا المصاحف في النهر.. فلماذا أنذر المستعصم الناس بيوم القيامة، وكيف وضعوا الخليفة في كيس؟ ولماذا تحول نهر دجلة إلى اللون الأسود أثناء استباحة المدينة؟
تعالوا نتعرف معا على ليلة استباحة بغداد:::
رجال ضد الإنسانية
هم رجال ضد الإنسانية أعلن قائدهم الحرب على الله وزعم أن لديه تفويضا من السماء لإنهاء حياة كل من أغضب الله تأديبا للمخالفين.. لم يدخلوا بلدا إلا أفسدوه وجعلوا أعزة أهله أذلة.. وفي يوم استباحتهم لعاصمة الخلافة العباسية بغداد كان الخليفة وقتها هو المستعصم بالله.. ولكن الخليفة قد وقع في خطأ كبير كلفه ملكه وحياته.. فماذا كان ذلك الخطأ؟
الخطأ الذي وقع فيه رأس الخلافة
الخطأ الذي وقع فيه الرأس الأول في الخلافة العباسية، هو سوء تقدير موقف لقد ظن أن المسلمين لن يسمحوا بسقوطه مهما كلفهم ذلك.. وكانت دراسته للموقف غير موفقة.. لأن تقديرات الخليفة كانت في واد وبقية قوات المسلمين في واد آخر.. لأن بقية القوى التي كان الخليفة يظنها سندا وعونا له عند الضرورة اندمجت في مشاكل داخلية لا حصر لها ولم يكن بمقدورها حينذاك الدخول في مواجهة ضد المغول من أجل الخلافة العباسية.
غمر مواقع محددة في بغداد بالمياه
بدأ المغول في غمر مواقع محددة في بغداد بالمياه واستخدموا أساليب كانت بالنسبة لقوات الخلافة العباسية حديثة أثناء المواجهات الصعبة، وبدأت القوات العباسية تضعف أمام تقدم المغول .. وبدأ الخليفة محاولة للسيطرة نفسيا على من حوله ومحاولة ضمان بقائهم إلى جانبه لأنه كان يعلم مصيره المحتوم حال تم حسم المواجهة لصالح المغول الذين لا يعرفون الرحمة..
قائد المغول يردد بأن لديه تفويضا من السماء
بدأ الجانبان كل على ليلاه يغني هولاكو قائد المغول يردد أمام جنوده ومساعديه بأن لديه تفويضا من السماء وأنه عقاب الله الذي يؤدب به الذين خرجوا عن الحق، بينما المسلمون يرون أن المغول قد أعلنوا المواجه ضد السماء، أما الخليفة العباسي فقد بدأ ينشر بين قومه أنه في حالة سقوطه فإن ذلك سيكون دليلا على أن القيامة ستقوم عن قريب..
استباح المغول بغداد بالكامل وفعلوا فيها كل ما يغضب الله حتى المصاحف ألقوها في النهر وجاء الدور على الخليفة العباسي الذي وضعوه في كيس وبدأوا رفسه حتى خرجت روحه وهم في ذلك كانوا يعتمدون على نشر الخوف.. وانهوا حياة ثمانمائة ألف إنسان من أفضل أهل بغداد..
دهسوا الرحمة تحت سنابك خيولهم
قرر المغول حين دخول بغداد أن يدهسوا الرحمة تحت سنابك خيولهم وبدأ الناس يختبئون في الآبار وكانت قرارا إنهاء الحياة تصدر من قادة المغول بحق عائلات بأكملها.. ووصل الجبروت بأحدهم أن سيدة بغدادية ابتلعت جوهرة لتخفيها فبقرت القوات بطنها لإخراج الجوهرة منها.. ليكون سقوط الخلافة أسواء فصول الألم قسوة في التاريخ الإسلامي بعد أن تحول نهر دجلة إلى اللون الأسود من أحبار الكتب التي ألقيت فيه.