قصة أسطورة آخر فرسان الأندلس موسى بن أبي غسان

كان نموذجا للقائد المخلص المدافع عن بلاده استطاع أن يثبت ذلك بالفعل وعن طريق المواجهات التي خاضها تصدى للقوات التي هاجمت غرناطة من كل حدب وصوب أرسل رسائل تهديد للملك فرناندو والملكة إيزابيلا وتصدى لكل محاولات النيل من غرناطة حتى آخر لحظة في وجوده كان هو وعائشة الحرة رمزين مهمين فأين اختفى موسى بن أبي غسان؟ وكيف رحل مباشرة بعد رؤيته هذا الموقف الصعب ؟

إنه موسى بن أبي غسان الغساني ، الذي ولد في غرناطة ونشأ خلال الفصل الأخير من فصول نهاية الأندلس ، وكان من عائلة ميسورة ، وشهد نهايات المجد والتفوق في العلم والأدب والفنون الذي كانت تتمتع به الأندلس ، وكان موسى من وجهاء قومه ومن كبار رجال الدولة الذين يحضرون باستمرار في قصر الحمراء للمشاورة والمشاركة في إدارة شئون البلاد ، وهو ما جعل له بعد ذلك سيرة مهمة تكاد تقترب من سير الأساطير .

قائد الفرسان

لمع نجم موسى بن أبي غسان في عهد آخر ملوك الطوائف في غرناطة أبي عبد الله الصغير الأحمر ، وكان موسى في ذلك الوقت قائدا للفرسان وكبير قادة الجيش الذي يدافع عن غرناطة في مواجهاتها ضد مملكتي قشتالة وأرجون ، وخاض مواجهات كثيرة أثبت فيها بسالته وقوته وإخلاصه لبلده ، وكان من الأصوات الأولى المهمة التي رفضت تسليم غرناطة للأسبان ، حتى بعد حصارها لمدة 7 شهور .

وثيقة التسليم

بعد حصار غرناطة من كافة الاتجاهات استمر موسى بن أبي غسان في قيادة الفرسان والجنود ومقاومة الحصار بكل السبل الممكنة ، وكان يشجعه على ذلك أبو عبد الله الصغير آخر ملوك الأندلس ، إلى أن اشتدت الأمور وبدأ الحصار يؤثر على اهالي غرناطة ويعانون من الجوع والأمراض الخطيرة التي أودت بحياة الكثيرين ، فلم يكن من أبي عبد الله الأحمر إلا أن اضطر لتسليم غرناطة وفق وثيقة مكونة من 60 بندا تتضمن تفكيك قوات غرناطة وتسليم عتادهم والحفاظ على اموال واملاك المسلمين ، وهو الأمر الذي لم تنفذه محاكم التفتيش فيما بعد .

حزن شديد واختفاء مفاجئ

كان موسى بن أبي غسان من الفرسان البواسل حقا ، وأرسل أكثر من رسالة تهديد للملك فرناندو ، مفادها إن أردت غرناطة تعالي واستلمها مني في ساحة المواجهة ، وحين وقع ابو عبد الله الصغير وثيقة التسليم في 1491 كان موسى بن أبي غسان حاضرا في قصر الحمراء ، وحضر توقيع الوثيقة وكان مقهورا مغلوبا على أمره ، فقد كان هو وعائشة الحرة والدة أبي عبد الله الصغير من الأصوات الرافضة تماما لتسليم غرناطة .

أسطورة الفارس الأخير

وبعد التسليم مباشرة ، ذهب موسى بن أبي الغسان إلى منزله وارتدى ملابس الفرسان وامتطى جواده وخرج في شوارع غرناطة، وهو ممتليء بمشاعر الاستنكار والإنكار لما حدث لمدينته الغالية ، وبعد خروجه في هذه الهيئة لم يره أحد بعد ذلك ، ويقال إنه سافر إلى المغرب وعاش هناك بقية حياته.

وحاول تكوين قوة لاستعادة المدينة المفقودة آخر إمارات الأندلس ، وقيل إنه بعد خروجه من غرناطة واجه قوة قشتالية صغيرة خارج أسوار المدينة وقرر الاشتباك معهم وحده ، وكأنه اختار إنهاء حياته بطريقة يائسة في ساحة المواجهة على أبواب مدينته المحبوبة ، لكن لم تذكر المصادر التاريخية نهاية قطعية لموسى بن أبي غسان ، فلم يعرف أحد ما حدث له بعد الخروج من غرناطة ، لتظل سيرته أقرب للأسطورة الخالدة للفارس الأخير الذي دافع عن مدينته حتى آخر لحظة .

Exit mobile version