لقوا مصيرا لم يتخيل أحد أنه من الممكن أن يقاسيه، ظنوا أنهم يستطيعون التحايل على الله سبحانه وتعالى، أهدروا كل الأعراف فجاءهم عذاب من حيث لم يدروا، ومصيرهم ظل مجهولا إلى يومنا هذا إنهم أصحاب السبت الذين حولهم الله إلى قردة، ما الذي فعلوه وكيف انتهت حياتهم بعد أن أصبحوا على هيئاتهم الجديدة ؟
من هم أصحاب السبت
قصة أصحاب السبت هي من أشهر القصص التي وردت في القرآن الكريم.و تروي قصة مجموعة من قوم سيدنا موسى كانوا يعيشون على شاطئ البحر، تحديدا في قرية تسمي “أيلة” وهي تقع علي شاطئ بحر القزم.
وكان الله سبحانه وتعالى قد أمرهم أن يخصصوا يوم السبت للعبادة، وأن لا يعملوا فيه وأن يتقربوا فيه الى الله سبحانه وتعالى.
فقد اشترط الله عليهم عدم الإنشغال بأمور الدنيا يوم السبت وكان ذلك بعد أن طلبوا من الله سبحانه أن يخصص لهم يوما للراحة والعبادة، لا عمل فيه سوى التقرب لله وقد استجاب الله سبحانه وتعالى لهم .
أراد الله اختبارهم
لكن ابتلاهم الله عز وجل، وأراد اختبار قوة إيمانهم، فجعل الحيتان تأتي يوم السبت إلى ساحل القرية، وتصبح أمام أعين أهل القرية، بحيث يسهل صيدها.
ثم تبتعد بقية أيام الأسبوع ولا تأتي ليرى الله شدة إيمانهم فلم يتحملوا وأرادو الصيد رغم أنهم بذلك ينقضون عهد الله معهم بأنه لا عمل يوم السبت .
وبدأوا بالصيد يوم السبت، لم يصطادوا السمك مباشرة، وإنما أقاموا الحواجز والحفر، فإذا قدمت الحيتان حاوطوها يوم السبت ثم اصطادوها يوم الأحد ..في محاولة منهم للاحتيال على العهد .
انقسموا إلى ثلاثة فرق
لكن لم يعص الجميع الله سبحانه وتعالى في هذا الأمر، فانقسم أهل القرية لثلاثة فرق.. منهم فرقة عاصية بالله تصطاد بالأسلوب الذي اتبعوه وفرقة لا تعصي الله، بل تحاول أن تحذر المخالفين من غضب الله. وفرقة ثالثة صمتت ولم تتخذ موقف وظل الصراع بين الثلاثة، لكن العصاة المحتالون استكبروا ولم تجد كلمات المؤمنين نفعا معهم.
تحولوا إلى قرود
وهنا جاء أمر الله، وحل عليهم العذاب الشديد، لقد مسخهم الله، وحولهم لقردة عقابا لهم على معصيتهم وتحكي بعض الروايات أنهم فجأة أصبحوا ذات يوم في مجالسهم ولم يخرجوا فذهب آخرون لينظروا ما الأمر.
فوجودا المعتدين وقد أصبحوا قردة فمسخهم الله سبحانه وتعالى إلى قردة كما ذكر في القرآن الكريم ونجا الآمرون بالمعروف والناهين عن المنكر.
فعرفت القردة أنسابها من الإنس ولم تعرف الإنس أنسابها من القردة جعلت القردة تأتي نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي حزنا على ما حدث لهم ، وذكروهم بأنهم حاولوا أن ينهوهم على ما فعلوا فتوميء القردة برأسها
ويقال إن السبب الذي جعل الله سبحانه وتعالى يمسخهم لقرود لكي يتم تمييزهم عن الآخرين الذين لم يقوموا بعصيان الله وإغضابه
مصير القردة
لم يذكر مصير القردة لا في القرآن ولا السنة، هل عاشوا حياتهم حتى مماتهم قرود أم ان الله عفا عنهم وعادوا إلى هيئتهم البشرية مرة أخرى ؟
كما ذكر في بعض الروايات ، لم يعرف ذلك ولم يذكر ولكن بالتأكيد أنه كان عقابا قاسيا من الله ولا يحتمل .