قصة مثيرة للغاية ومستمرة لأكثر من قرن من الزمن، لم يسترح في حياته ولم يسترح حتى بعد رحيله، إنها قصة الجدل المثار بشأن رفات أمير إثيوبي يرفض قصر باكينغهام الإنجليزي تسليم رفاته حتى الآن ليستقر في بلده .ما هي قصته وكيف وصل رفاته إلى هناك ولماذا ترفض بريطانيا تسليم الرفات ؟
لماذا عاش في بريطانيا
قصته بدأت عندما كان صغيرا، هو أمير إثيوبي يدعى أليما بيهو ، أثناء رحلته هو وأمه من إثيوبيا إلى إنجلترا توفيت والدته على متن الرحلة، ووصل إلى انجلترا يتيما وكان في السابعه من عمره وكان وقتها أميرا صغيرا فتولى القصر الملكي في بريطانيا رعايته حتى أصبح شابا كبيرا.
دفع ثمن خطأ والدته
وسبب رحيله إلى انجلترا حيث كان والده الامبراطور تراضوس الثاني امبراطور اثيوبيا يرغب في إقامة تحالف مع بريطانيا لكنه لم يتلقى ابدا ردا على ذلك.وأنتظر ردا من الملكة فيكتوريا لكنه لم يصل له ابدا.
شعر الإمبراطور بالغضب الشديد والإهانة فقام بحبس بعض الرهائن الأوروبيين كان ذلك في عام 1862، ومن ضمن من قام باعتقالهم كان القنصل البريطاني، عندما علمت الملكة فيكتوريا بهذا قامت بإصدار أمر بشن حملة عسكرية كبيرة مكونه من 13000 جندي لإنقاذ هذه البعثة الأوروبية .شعر الملك بالهزيمه ولم يرغب أن يتم اعتقاله على يد القوات البريطانية فأنهى حياته بنفسه.
تعاطف الملكة فيكتوريا معه
وعند عودة الحملة اخذوا معهم الأمير وأمه التي توفت في الرحله وحملوا ايضا الكثير من كنوز اثيوبيا، وقيل إنهم قاموا بأخذها حفاظا على حياتهما لأن اعداء تراضوس الثاني كانوا سيفتكون بهما.
تعاطفت الملكة فيكتوريا مع هذا الصغير عقب وفاة أمه، وقررت أن تتكفل به ماديا وتقوم بتربيته ووضعته تحت وصاية الامير البريطاني الذي رافقه هو وأمه في الرحلة من اثيوبيا إلى انجلترا الذي عاش معه في جزيرة أيل أوف وايت وقاما بزيارة الهند معا وبعد ذلك تلقى الأمير تعليما عسكريا مميزا.
وفاة الأمير
توفي الأمير في عمر 18 ودفن في بريطانيا حزنت الملكة فيكتوريا على رحيله ودفنته في قلعة ويندروز البريطانية.
وفي عام 2007 أرسل الرئيس الأثيوبي طلبا خاصا للملكة إليزابيث الثانية يطلب منها أن يتم نقل رفات الأمير حتى لا يظل مدفونا في دولة اجنبية ولكن الملكة رفضت في ذلك الوقت.
ورد القصر وقت ذلك بأن استخراجه قد يؤثر على الرفات الأخرى للموتى الموجودين بجواره في قلعة ويندروز رغم أنهم يحترمون ذكراه ويحترمون رغبة اثيوبيا في نقل رفاته، ولازالت إثيوبيا تطالب الملك تشارلز الثالث برفاته وينتظرون ردا منه أملا في أن يدفن في بلده اخيرا بعد كل تلك السنوات .