قرر ذلك الحاكم المسلم الدخول في مواجهة مع الهرم الأكبر.. وتأهب الناس ينتظرون لمن ستكون الغلبة في ذلك النزاع ، بين حاكم أوتي أسباب القوة والحياة وبين الرأس الفرعوني المحصن في قلب الصخور إلى أن حسم الأمر .. فماذا حدث للهرم الأكبر في عهد ذلك الحاكم المسلم؟
إنه الخليفة «المأمون» سابع خلفاء بني العباس، وابن الخليفة هارون الرشيد، وقد ذاع صيته بين العلماء والباحثين لفرط اهتمامه بالعلوم وأهلها ورواج الحركة العلمية في عهده ولم يكن يترك كبيرة وصغيرة من منافذ العلوم إلا حقق فيها ودقق وجعل للباحثين طريقا مهيأ.. لكن السؤال الآن.. إذا كان المأمون بذلك الاهتمام بالبحث والعلوم فهل انتوى فعلا هدم الأكبر؟
إدعاءات مغلوطة بشأن أهداف علمية
ربما يذهب أدعياء العلم بالتاريخ إلى أبعد من ذلك بترويج أكاذيب بشأن موقف الحكام المسلمين من الحضارات الأخرى ومن الحضارة الفرعونية تحديدا.. لذلك ليس من المستبعد أن تنتشر القصص المغلوطة حول نية المسلمين هدم الأهرامات والتخلص من الآثار المصرية.. بينما الحقيقة منافية لذلك تماما.
توثق كتب التاريخ ولع المأمون بمعرفة أسرار التاريخ الفرعوني والوصول إلى أغواره، ويؤكد المؤرخون أن محاولات نبش الأهرامات الصغيرة بتعليمات مباشرة من المأمون كان هدفها الأول الوصول إلى الأسرار العلمية وراءها حيث كان المأمون يدرك أن وراء الأمر سرا دفينا تحت الرمال يستدعي مزيدا من البحث والجهود والمثابرة.
المأمون يشهد بالفضل للفراعنة
جاء الدور على الهرم الأكبر واكتشف العمال المكلفون بفتحه أنه محصن البناء راسخ التأسيس على أسس هندسية لم تصل إليها حضارة من قبل ووصل إلى المأمون تقرير بأن هدم الهرم الأكبر هو المستحيل بذاته لكن رد بأن وراء الأمر سرا وقال لعماله : إن هؤلاء الملوك الذي بنوا تلك الصروح العظيمة كانوا بمكانة لم ندركها نحن ولا أمثالنا.
أمام عجز محاولات العمال وأدواتهم عن الهدم غير المأمون قراره وأصدر أوامر بأنه وإن كان هدم الهرم الأكبر مستحيلا فمن الممكن العمل على فتح ذلك البناء الصخري العظيم واستمر الحفر قرابة عام بذل خلاله العمال والمهندسون أقصى جهدهم ووصل التقرير إلى المأمون بأن جميع تلك المحاولات لم تنجح حتى في خدش الصخور!!!!
مبتكر مصري يتدخل لحل الأزمة
أحد المبتكرين المصريين قرر أن يدلي بدلوه في قضية «فتح الهرم الأكبر»، حيث استغل قدراته في الحدادة وأعد خطة لفتح الهرم.. واعتمدت تلك الخطة على وصول أحد الأحجار في الموقع المقرر فتحه لدرجة حرارة عالية جدا على أن صب مادة الخل عليه وتمت الموافقة على الخطة..
كان التحدي الأكبر بشأن فتح الهرم في تكوين ذلك البناء الذي يصل طوله إلى قرابة المائة وخمسين مترا بينما يصل وزن الحجر الواحد من طُنين ونصف الطن إلى خمسة عشر طُنا.. وبالكاد استطاع عمال المأمون ومهندسوه فتح ثقب وصل قطره إلى عشرة أمتار.
عرف الثقب الذي تم إحداثه في الهرم الأكبر بفتحة المأمون حيث تم اكتشاف «إناء الزبرجد الأخضر» وقطع نادرة من الذهب الخالص رأى المأمون أن ثمنها يوازي قيمة الحفر الذي تكبده العمال لإحداث الفتحة.