قديما كان لو نزل الوحي على نبي من الأنبياء خر الملائكة سجدا ، ويسمعون صوت ما يقوله الوحي وكأنه صوت حديد يطرق الأرض، فإذا انتهى الوحي سألوا ماذا قال الوحي فإذا كان وحيا إلهيا استمعوا إليه بتمعن ، واذا كان أمرا من أمور الدنيا استمعوا له أيضا ، لكن الشياطين كانوا يسترقون السمع ويذهبون لسماعه لكي يخبروا به أولياءهم من الجان والبشر
وما أن بعث سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، أمر الله بدحرهم في نجومهم أي أنهم لا يستمعون ابدا إلى ما يقولوه الوحي أو يصعدون إلى السماء.
وجعل الله الجان يستمعون إلى القرآن الكريم ويؤمنون به فلم يعجب ذلك الشياطين الذين كانوا يتخذون بعضهم أولياء لهم ، فذهبوا إلى إبليس ليشتكوا أمرهم !
علم إبليس
لما علم إبليس أن الأمر أصبح محجوبا في السماء طلب من شياطينه أن يذهبوا إلى الأرض وقال لهم أن ما حدث حدث في السماء لكن لا زالت الأرض أمامنا، وطلب منهم أن يحضروا له من كل مكان في الأرض تربة، و نظر إلى التراب الذي احضروه وقال هنا حدث امر وهنا لم يحدث وكانت هذه وسيلته لمعرفة ما الذي يحدث من خلال الوحي ولكن على الأرض بعد أن حجب عنه في السماء.
صحابي صارع إبليس
وفي رواية شهيرة قام بنقلها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم طلب من الصحابي عمار بن ياسر رضى الله عنه أن يذهب ويحضر لهم الماء فتمثل له شيطان في صورة رجل أسمر البشرة.
فأخذ عمار يصارعه لأنه كان يحول بينه وبين إحضار الماء فقال له الشيطان إذا تركتني فسوف أجعلك تحضر الماء وظل على هذا الأمر ثلاثة مرات لكن في النهاية استطاع عمار أن يغلب هذا الشيطان وهو من أتباع إبليس.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أن عمار إستطاع أن يغلب الشيطان، بعد أن أعانه الله عليه، وحكى للصحابة أنه تمثل له في صورة رجل أسمر البشرة.
وعندما عاد عمار بالماء وحكى له الصحابة عما قاله الرسول فندم وقال والله لو كنت أعلم أنه شيطان لأنهيت حياته وحكى عمار بن ياسر أن الرسول عندما طلب منه إحضار الماء نبه بأن هناك رجلا سوف يمنعك من ذلك لكن عمار لم يخف وعزم على تنفيذ مطلب الرسول صلى الله عليه وسلم .
لعنة الله التامة
وبينما حكى الصحابي أبي الدرداء أن الرسول صلي الله عليه وسلم عندما كان يصلي ذات يوم سمعه يقول أعوذ بالله منك ثلاث مرات، ثم سمعوا رسول الله يقول العنك الله بلعنة الله التامة وبسط سيدنا محمد يده وكأنه يتناول شيئا.
فلما فرغ سأله الصحابة ماذا حدث فأخبرهم أن عدو الله إبليس جاء بشهب من النار وأراد القاءها في وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم، ثم طلبت من الله أن يأخذه ولولا دعوة أخينا سليمان لكان مقيد الآن في المدينة.
ويقصد الرسول أن سيدنا سليمان طلب من الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده وهو قدرته على السيطرة على الجان فلم يطلب الرسول من الله أن يفعل ما كان لنبي قبله احتراما منه وتأديبا صلي الله عليه وسلم.