إنها السيدة الهاشمية التي كانت سببا لواقعة عمورية بين المعتصم والروم.. فماذا كان رد فعل المعتصم بالله؟ وهل سامح ابن حنبل الخليفة المثمن بعد الفتنة الشهيرة..تعالوا تفتش معا في خبايا السيدة الهاشمية:
حاكم غير وجه الحياة
احتار العلماء فيما فعله، رقمه المميز “ثمانية” كان لغزًا كبيرًا، لم يتعلم وكانت الثقافة والاطلاع بعيدين عن آماله،لكنه استطاع أن يغير وجه الحياة وينعش الاقتصاد بعهد الدولة العباسية.. يراقب الأسواق ويحصل المزارعون في أيامه على خير وفير،
فما هي قصة المعتصم بالله؟ ولماذا انتفض لتلبية استغاثة السيدة الهاشمية؟ وكيف انتصر على الروم؟ وهل سامحه الإمام أحمد بن حنبل؟
رقم مميز
رقم مميز اشتهرت به حياته ونشأته وحتى أبنائه، بل والأعجب كان في رحيله، فالخليفة العباسي المعتصم بالله كان يطلق عليه الخليفة المثمن لما لعبه رقم ثمانية من أثر بالغ في حياته.
فكان ثامن خلفاء الدولة العباسية.. دامت خلافته ثمانية سنوات وثمانية أشهر، وانتصر في ثمانية مواجهات، وأنجب ثمانية أبناء، وثمانِ فتيات، ورحل عن عمر يناهز ثمانية وأربعين عامًا.
لكن الأبرز أن المعتصم رغم كل هذه الأرقام المميزة وعدم حبه للتعليم إلا أن أرجاء الدولة العباسية في عهده كانت على أفضل حال.
شجاعة وإقدام
المعتصم عرف عنه المقربون منه بأنه كان شجاعًا ومقدامًا لا يهاب أي مواجهة مع أي حاكم بدأ بإعداد قوات تفوق أضعافها من قوات الخصوم.
اعتمد على كثير من الأتراك بل والفرس، إلى أن انطلقت إصلاحته الداخلية لإرساء دعائم الاستقرار بمواجهة ثورة الهنود الزط التي كان تؤرق الدولة في جنوب العراق، وقضى على ثورة بابك الخرمي، التي أسست دولة شاسعة في أذربيجان .
واقعة عمورية
لم يكن المعتصم منشغلًا قبل حلول شهر رمضان لعام مائتين وثلاثة وعشرين هجريًا إلا القضاء على أزمة بابك الخرمي الذي حاول شق صف الدولة.
الأهم أن ما ورد عن واقعة عمورية التي اشتهرت عبر مر العصور بالمقولة الشهيرة “وامعتصماه” من سيدة هاشمية كانت وقعت في أيدي الروم الذين أرادوا أن يجعلوها خلف القضبان.
حاول الروم اصطحاب السيدة إلى أحد مواقع الاحتجاز، فإذ بها تستغيث لينهض المعتصم ملبيًا ندائها ويعد قوات كبيرة لفتح عمورية وإسقاط حكم ملك الروم تيوفيل.
فتمكن في شهر رمضان من نفس العام من تحرير هذه السيدة التي استغاثت به بل وفتح عمورية؛ ليعيد إليها الاستقرار وتنضم إلى حكم الدولة العباسية.
فتنة شهيرة
لكن الذي يجعل سيرة المعتصم غير محبذة ما وقع بينه وبين الإمام أحمد بن حنبل، الذي أمر أن يضعه خلف القضبان حينما رفض ابن حنبل الالتزام بمذهب المعتزلة الذي كان يعتمده المعتصم،لكن بعد طول الفترة التي ألقي فيها الإمام خلف القضبان، أطلق سراحه، وروي أنه ظل يتقصى مكانه حتى علم أنه سامحه، فهل نجح المعتصم في الإصلاح من موقفه بإطلاق سراح ابن حنبل؟