” سيضرب الموت بجناحيه السامين كل من يعكر صفو الملك”، بتلك الكلمات حذر كهنة الملك المصري توت عنخ آمون من العبث بمحتويات مقبرته، وعلى الرغم من اعتقاد البعض أنها مجرد تحذيرات عبثية، إلا أنها لم تكن كذلك يومًا ، خاصة مع أشهر محتوياتها وهو البوق المعروف باسم بوق توت عنخ آمون، أو جالب الخراب، فما قصته ولماذا أرعب العالم، ذلك ما سنعرفه في ملخص القصة :
بدأت القصة في الرابع من نوفمبر في عام 1922، حينما اكتشف عالم المصريات الإنجليزي هوارد كارتر المقبرة لأول مرة ليجد من ضمن مقتنيات الملك بوقين ، أحدهما من الفضة والأخر من البرونز . ويقول المتخصصون إنهما كانا يستخدمان قديمًا من أجل الإعلان عن اندلاع نزاع أو صراع ما .
وظل الأمر طبيعيًا إلى الحادي والثلاثين من أغسطس عام 1939، حينما قررت المحطة الإذاعية البريطانية الشهيرة “بي بي سي” بعد أن حصلت على موافقة من هيئة الآثار المصرية ، أن تستخدم أحد البوقين في عرض إذاعي بالمتحف المصري بالقاهرة.
وقد قرر الموسيقار الإنجليزي جيمس تابرن عضو الفرقة الموسيقية الملكية الإنجليزية، أن يحصل على السبق الصحفي ويعزف على بوق الفرعون الصغير.
وبعد صمت طال لما يزيد عن ثلاثة ألاف عام، ينطلق البوق بالمعزوفة، ويستمر العزف على البوق لأكثر من خمس دقائق ليستمتع بالصوت ملايين الناس في أكثر من مئة دولة حول العالم.
لكنهم لم يعلموا أنهم بذلك جلبوا لعنة الصراعات على العالم ، فبعد يوم واحد فقط ، أي في الأول من سبتمبر من العام ذاته، اندلعت إحدى أسوء النزاعات التي شهدها العصر الحديث.
والتي راح ضحيتها ملايين البشر، إنها الحرب العالمية الثانية.
قد يراها البعض صدفة ، وقد يرفض المنطق ربط الموضوعين ببعضهما، إلا أن الأمر لم يتوقف هنا. فقد تم استخدام البوق ثلاث مرات بعد ذلك الموقف، كانت المرة الأولى عام 1967.والتي استخدم فيها أحد أمناء المتحف المصري البوق متحديًا إياه أنه غير قادر على إصابته بأي مكروه.
وفي الحقيقة لم يصاب هو بأي مكروه، بل أصيبت مصر كلها بنكسة 67، حينما خاضت صراعًا قويًا في ذاك العام وهُزمت فيه هزيمة ساحقة.
أما المرة الثانية التي استخدم فيها البوق فكانت عام 1990، وهو العام نفسه الذي اندلع فيه معركة الخليج. أما عن المرة الثالثة والأخيرة، فهي بحسب عالم المصريات ووزير الآثار المصري السابق زاهي حواس، قد حدثت عام 2011.
حينما زار وفد ياباني المتحف المصري، وقد طلب سماع صوت البوق، وبالفعل تم العزف على البوق لتقوم إحدى أشهر الثورات المصرية في العصر الحديث وهي ثورة الخامس والعشرين من يناير من العام ذاته. والتي وقعت بعد 7 أيام فقط من النفخ في البوق .
وتؤكد تلك القصص حقيقة الروايات المزعومة عن بوق توت عنخ آمون، والتي تؤكد أنه بمجرد النفخ فيه فإن نزاعًا لا مثيل له سيحدث في مكان ما .
من يدري لعله استخدم في مرات أخرى لم يخبرنا أحد بها أو أنه سيتم استخدامه في المستقبل. شاركونا بأرائكم ، هل يُشكل هذه البوق تهديدًا سياسيًا قويًا حول العالم، أم هي لعنة، أم أنها مجرد خرافة ومصدافات؟.