إنها الجميلة إيزادورا.. تلك الفاتنة اليونانية التي وقعت في حب الضابط المصري حابي.. إنها حكاية عشق عاشت آلاف السنين وانتهت بأكبر مأساة لقصة حب في التاريخ الإنساني.. فما الذي حدث بينهما وأوصل الضابط إلى تلك المرحلة؟ ولماذا دخل الوالد في تلك الحالة؟
الفتاة الرائعة الجمال
كانت فتاة رائعة الجمال بقوامها الممشوق وشعرها المنسدل على كتفيها ونظراتها الأخاذة وصوتها الذي كان يجمع بين الحنان والهمس، ولقد ألهمت العاشقين من بعدها بصدق حبها وشدة إخلاصها لحبيبها.
إيزادورا كانت أغريقية عاشت في مصر لوالد صاحب مركز اجتماعي وسياسي كبير فقد كان ذلك الوالد الحاكم الإغريقي لأحد أقاليم شمال الصعيد (وهي حاليا قرية الشيخ عبادة بالمنيا)، أي أن الوالد كان مصنفا من الطبقة الحاكمة.. لكن كيف كان اللقاء ألأول بين إيزادورا وحبيبها الضابط المصري؟
احتفال ديني سبب قصة الحب
الجميلة الإغريقية خرجت ذات يوم من أجل حضور احتفال كبير يسمى “تحوتي” وكان ذلك الاحتفال عيدا للحكمة والقلم والعلم في مصر القديمة وأثناء الوجه إلى ذلك الاحتفال المهيب قابلت الجميلة اليونانية ضابطا مصريا من أطقم الحراسة والتأمين كانت تعود أصوله إلى عامة الشعب، تبادل الحبيبان النظرات التي كانت رسل الحب بين قلبيهما.
أعجبت إيزدورا كثيرا بشخصية الضابط المصري لما رأت منه وطنيته وإخلاصه الشديد لبلاده فضلا عن كرامته وعفة نفسه وسمو أخلاقه معها.. لطالما أعجبها كثيرا حديث الضابط حابي عن عقيدة الحب الذي كان يعتبره “هبة السماء تسكبه الطبيعة في كأس الحياة لتلطف مذاقها المرير”
لقاء قلب الموازين
كان الحب بين الجميلة الإغريقية وحابي بداته نظرة فابتسامة تحولت إلى سلام ثم موعد جاء بعده لقاء قلب موازين الحب بينهما رأسا على عقب، بدأت اللقاءات بين إيزادورا وبين الضابط حابي يوميا فمرة تذهب الجميلة إلى حابي عند بحيرة يلتقيان فيها ويتبادلان أحاديث السمر، ومرة يذكر هو إليها قرب قصر أبيها على الرغم من علمه بخطورة تصرفاته التي كانت بالفعل حقا إنسانيا له، لكنها كانت بالنسبة لوالد إيزادورا خروج عن أصول المجتمع والحكم.
الفوراق تمنع الارتباط رسميا
الوالد يرى أن ابنته من الطبقة الحاكمة وأن الضابط المصري رغم خلقه القويم وفروسيته إلا أنه من عامة الشعب ولا يجوز أن ترتبط هذه الجميلة الإغريقية بشخص من العامة.. إيزادورا لم تكن تعترف بتلك القيود الاجتماعية وواصلت لقاءاتها مع الضابط تستمتع منه ألى أجمل الكلام ويتعاهدان على الحب طيلة ثلاث سنوات تبادلا فيها القصائد وأوصاف الجمال.. لكن مفاجأة حدثت وضعت الحب بين القلبين الشابين في أصعب اختبار.
أسرار اللقاء تصل إلى والدها الحاكم
نما إلى علم والد إيزادورا أسرار تلك اللقاءات بينها وبين حبيبها الضابط المصري “حابي” وأمر الحراس بمراقبتها جيدا ووضعها تحت أعينهم.. بل أمرهم بمضايقة الضابط المصري، ومحاولة منع ذلك اللقاء أيقنت إيزادورا أن ارتباطها رسميا بالضابط لن يتم وقررت إن تنهي حياتها ثم غافلت الحراس وذهبت إلى اللقاء الأخير بينها وبين الضابط المصري ولم تخبره أنها نوت إنهاء حياتها.
انتهى اللقاء بين الضابط حابي وإيزادورا وودعها دون أن يعلم أنها قررت ترك الدنيا بمن فيها، وبالفعل وصلت بالقارب إلى قلب النيل لتلقي نفسها فيها، وصل الخبر إلى والدها فعاش أقسى معاناة نفسية لازمته حتى فارق الدنيا وكتب الوالد على مدفنها قصيدة مبكية جاء فيها “وداعا يا صغيرتي فأنت الآن حورية” وواصل يبخر مدفنها ويروي فيها الأشعار إلى لحق بها.