كما كان سيدنا آدم أبو البشر، كان سوميا أبو الجان، الذي من نسله ولد عزازيل أو إبليس عندما كان الجان يعيشون قبل خلق سيدنا آدم على الأرض، لكنهم أفسدوا الأرض وأقاموا المعارك الطاحنة، فأرسل الله سبحانه وتعالى الملائكة لكي ينزلوا إلى الأرض، ويمنعون مواجهات الجان مع بعضهم البعض ويوقفون تلك المعارك الشرسة.
وهنا دارت أكبر معركة بين الجان والملائكة، انتصر فيها الملائكة، وهرب الجان العصاة إلى البحار والمحيطات، وأنهيت حياة العديد منهم، وكان عزازيل صغيرا فأخذه معهم الملائكة وربوه في السماء وعلموه التسبيح وذكر الله.
وكان له شأن كبير وكان يعتبر نفسه مخلوقا مميزا فهو لم يكن مثل الملائكة، كان خلقا مختلفا وعاش على الأرض فترة طويلة
حتى خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم عليه السلام، وعندما طلب الله من الملائكة أن يسجدوا لآدم، فسجدوا جميعا ما عدا إبليس رفض.
فطرده الله من رحمته بعد أن تملكه الكبر والغرور، وبذلك كان إبليس اول كائن يصاب بالغرور ويطرد من رحمة الله، ومن هنا بدأ عداؤه مع البشر وصمم على أن يطرد آدم من الجنة كما طرد هو من السماء وبالفعل نجح في أن يوسوس لآدم ويتسبب في طرده هو وحواء من الجنة.
طلب غريب من الله
لكن إبليس قبل أن يطرد من السماء، طلب طلبا غريبا من الله، وهو أن يجعله من المنظرين، ومعناها ألا يموت إلا وقد انتهت البشرية، ويعيش لفترة طويلة فقد كان إبليس ذكيا للغاية وضمن لنفسه أن يعيش فترة طويلة، جعلته عاصر العديد من الأحداث والقصص.
ومر عليه جميع خلق الله بكل أشكالهم، ولكن هل فكرت يوما أن يكون إبليس قد فكر في التوبة ؟ أو أراد أن يتراجع ابدا ؟
أو أراد إلا ينتهي النهاية التي توعدها الله له والتي يعلمها جيدا ؟
توبة إبليس
في زمن النبي موسى عليه السلام وبعد أن أنجاه الله من فرعون وقومه، وتاه قوم موسى أربعين عاما دون أن يجدوا مكانهم الخاص أو ملجأهم الأخير.
في تلك الفترة وبينما كان موسى يتعبد وحده في الليل، أتاه ابليس وطلب منه طلبا غريبا قال له أنت كليم الله ولقد خصك الله بأن تحدث إليك، فأنا أريد منك طلبا .. سأله موسى عليه السلام ما هو هذا الطلب؟
فقال له إبليس أريدك أن تتشفع لي لدى الله سبحانه وتعالى أن يقبل توبتي !!! فادعو الله لي وهنا علم موسى أنها ليست حيلة من حيل إبليس فقام ودعى الله له أن يقبل توبته وقال له موسى أنه سيعلمه عندما تقبل توبته.
شرط التوبة
عاد إبليس إلى موسى عليه السلام وسأله هل قبلت توبتي يا موسى؟ فأخبره موسى بأن الله سبحانه وتعالى قد استجاب لدعائه وأنه قبل توبة إبليس و هي توبة مشروطة بشرط هام.
سأله إبليس ما هو هذا الشرط يا موسى؟ فقال له أن تسجد أمام قبر سيدنا آدم عليه السلام.في تلك اللحظة غضب إبليس غضبا شديدا وقال لسيدنا موسى لقد رفضت أن أسجد له وهو حي فهل سأسجد له وهو ميت ؟
فهل تتخيل أنه كان بين إبليس والتوبة شعرة صغيرة لكنه رفضها؟فقال لسيدنا موسى شكرا لك يا موسى ولكنني لن أفعل حتى وإن كنت قد أردت التوبة!!
وربما يصدق كثيرون القصة التي ذكرها العديد من المؤرخين، وربما لا يصدقها البعض لكنها تبقى من أكثر القصص المحيرة التي ذكرت عن إبليس .