نبي كان الكفيل لأقدس نساء الكون ووالد نبي، وأنهيت حياته ظلما وبهتانا بطريقة مأساوية وقيل أن من تسبب في إنهاء حياته هو إبليس، فما قصة نبى الله زكريا ؟
بدأت قصة زكريا عليه السلام، عندما لقى من بني إسرائيل وحكامهم ومن قومه الأذى الكثير، وتوالت عليه الأهوال والشدائد حتى تقدم في العمر، وغطى الشيب رأسه هو وزوجته.
ولما ولدت السيدة “حنة بنت فاقود” السيدة مريم وبمجرد أن استراحت من عناء الولادة وآثارها ، لفت مريم في قطعة من القماش وأخذتها إلي بيت المقدس ووضعتها بين يد الأحبار ليروا فيها رأيهم، وما إن رأي الأحبار هذه الوليدة الصغيرة حتي هالهم ما رأوا من جمالها وقبولها ومالت قلوبهم نحوها وتنافسوا علي كفالتها خاصة وهي ابنة عمران خيرة أحبارهم تقي وصلاحا.
وكان من بين الأحبار المتنافسين زوج خالتها زكريا عليه السلام وكان نبي ذلك الزمان، فأخذها زكريا وكفلها واسترضع لها حتى كبرت ووضعها في غرفة في المسجد لا يرقى إليها إلا بسلم ولا يصعد إليها غيره، وكان يغلق عليها الباب ومعه المفتاح لا يأمن عليه أحدًا، وقد كان نبي الله زكريا عليه السلام يرى من عجائب قدرة الله تعالى من الكرامات في حفظ هذه السيدة الطاهرة ما يبهر العقول، وكان نبي الله زكريا إذا دخل على مريم عليها السلام في المحراب يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف، وصارت يضرب بها المثال بالعبادة واشتهرت هذه السيدة بما ظهر عليها من الأحوال الكريمة والصفات الشريفة.
وبعد رؤية سيدنا زكريا عجائب مريم، رغب في الولد على الكِبر وكانت امرأته عاقرًا، فطلب من ربه أن يرزقه غلامًا تقيًا يرثه في العلم والنبوة ويعلم الناس الخير فدعا الله حتى استجاب له وأعطاه ولد سماه يحيى.
أما عن إنهاء حياة سيدنا زكريا فهناك رواتين الأولى انه لما شاع الخبر في بني إسرائيل أن مريم عليها السلام حامل اتهمها بعض الزنادقة بيوسف النجار الذي كان يتعبّد معها في المسجد، واتهمها آخرون بزكريا عليه السلام لذلك عزموا على إنهاء حياته، فأمسكوا به ثم نشروه بالمنشار.
أما الرواية الثانية، تقول إنه عندما أنهوا حياة ابنه نبي الله يحيى بأمر الملك الظالم حاكم فلسطين “هيرودس”، أرسل هذا الملك في طلب أبيه زكريا عليه السلام فاستخفى زكريا منهم، فدخل بستانًا ومر بشجرة عند بيت المقدس فنادته الشجرة بمشيئة الله، فلما أتاها عليه السلام انشقت بقدرة الله فدخلها فانطبقت عليه وبقي عليه السلام في وسطها، فأتى عدو الله إبليس فأخذ هُدْبَ رداء زكريا عليه السلام فأخرجه من الشجرة ليصدقوه إذا أخبرهم، ثم لقي القوم الذين خرجوا في طلب زكريا عليه السلام وكان متشكلًا لهم بصورة رجل، فقال لهم: ما تريدون؟، فقالوا: نلتمس زكريا، فقال لهم: إنه سحر هذه الشجرة فانشقت له فدخلها، وأراهم طرف ردائه، فأخذوا الفؤوس وقطعوا الشجرة وشقوها بالمنشار فأنهوا حياة نبي الله زكريا فيها.
وعن صحة الروايتين، ذكر الطبري أن فساد بني إسرائيل الأول كان بإنهاء حياة زكريا عليه السلام، وأن فسادهم الثاني كان بإنهاء حياة يحيى عليه السلام، وليس فيهما نص ثابت.