صدفة عجيبة قادت أحد أباطرة الصين لاكتشاف مشروب الشاي.. الأساطير الصينية تناقلت الرواية.. أثناء قسط من الراحة حدثت المعجزة التي كشفت عن المشروب.. ما القصة؟ يحظى مشروب الشاي الأخضر بمكانة هامة على مستوى العالم، وتظل قصة اكتشافه غاية في الغرابة والطرافة.
طبقة النبلاء
أثناء فترة حكم سلالة جين، أصبح احتساء الشاي الأخضر عادة انتقلت من طبقة النبلاء إلى الطبقة العامة، ومع بداية عهد مملكة سوي عام خمسمائة وواحد وثمانين ميلادية استخدم الصينيون الشاي الأخضر كشراب طبي وكعلاج.
في عهد سلالة تانج ما بين القرنين السابع والعاشر، أصبح الشاي شرابا رئيسيا بالصين، خاصة بعد أن شجع الرهبان البوذيون على احتسائه لقدرته على تصفية الذهن خلال التعبد.
إعداد الشاي
ومع ذلك، ألّف الحكيم لو يو، أول كتاب تحدّث بشكل دقيق عن كيفية إعداد الشاي وساهم ذلك في ظهور ما يعرف بحفلات احتساء الشاي
وعرف إنتاج الشاي بالصين عصره الذهبي خلال النصف الثاني من القرن الرابع عشر، فبعد توليه عرش الصين، أمر الإمبراطور هونجوو بإلغاء الرقابة المفروضة على إنتاج الشاي مما ساهم في زيادة نسبة زراعته.
القارة الأوروبية
سجّل الشاي دخوله بلاد اليابان بعد عام ثمانمائة فبعد انتهاء فترة دراستهما بالصين عاد الراهبان البوذيان اليابانيان سايشو وكوكاي إلى موطنهما حاملين معهما بعضا منه
بدأ الشاي الصيني في الظهوره بالقارة الأوروبية مطلع القرن السابع عشر حيث باشر الهولنديون بمهمة نقله نحو جزيرة جاوة قبل أن يتم تصديرها تجاه الأراضي الهولندية وبقية أوروبا
كذلك انتشر الشاي الأخضر في انجلترا عن طريق شركة الهند الشرقية التجارية البريطانية التي تكفلت أواخر القرن السابع عشر بمهمة نقل كميات هامة منها نحو كبرى المدن البريطانية.
و سجّلت تجارة الشاي الأخضر بين كل من روسيا والصين بدايتها سنة ألف وستمائة وتسعة وثمانين ميلادية عقب توقيع اتفاقية تبادل تجاري بين البلدين.
اكتشاف المشروب
ويعود تاريخ أول ظهور للشاي، حسب الأساطير الصينية، إلى حوالي خمسة آلاف سنة مضت حيث يُنسب اكتشاف هذا الشراب إلى واحد من أبرز أباطرة الصين الأسطوريين.
إنه الإمبراطور شينونج الذي يُصنف ضمن قائمة أهم الأباطرة الصينيين، حيث تنسب الأساطير الصينية له، اختراعات عديدة كالفأس والمعزقة والمحراث.. تميز هذا الإمبراطور بولعه الشديد بمجال الطب وجمع الأعشاب.
تناول قسط من الراحة
وخلال إحدى رحلاته عبر أراضي الصين، توقف الإمبراطور شينونج ورجاله لتناول قسط من الراحة. وكان الإمبراطور اعتاد منذ فترة شرب كوب ماء ساخن من حين لآخر، إيمانا منه بقدرة ذلك على وقاية الجسم.
سقوط أوراق الشاي
وأثناء توقفه للاستراحة، أعد شينونج كوب ماء ساخن وعندما همّ الأخير بشربه، سقطت داخله وبدون قصد بعض أوراق الشاي.
تغير لون الماء الساخن، إلا أن الإمبراطور احتسى الشراب دون أن يتفطن لذلك. وعقب تناوله الشاي، أحس الإمبراطور بانتعاش ونشاط فأمر بغلى الماء مع أوراق الشاي الأخضر ليوزع الشراب على بقية مرافقيه، وأصبحت هذه الطريقة معتمدة.