لم يوجد على أرض العرب بطل في نفس مستواه.. تعادل قوته مائة رجل ويتحدث أكثر مت لغة وقادر على التنكر.. كان يمكنه أن يقرأ أفكار الناس من عيونهم.. عابوا عليه لونه لكنه أثبت لهم العكس.. فكيف سيطر أبو زيد الهلالي على بلاد العرب؟
الزائد في كل أمر
اسمه بالكامل سلامة بن رزق بن نائل.. أما لقبه «أبو زيد» فقد أطلقوه عليه تكريما له ليكون له زيادة عن أمثاله في كل شيء فلديه زيادة في القدرة وزيادة في الفروسية وزيادة في العلم والجسم.. ولقد كان اسمه هذا نسبا إلى قبيلته «بنو هلال».
«بنو هلال».. هي قبيلة من أشهر قبائل العرب وهي التي هاجرت إلى شمال أفريقيا في بداية القرن الحادي عشر الميلادي واشتهرت تلك الهجرة باسم «تغريبة» بني هلال.. ولكن ما موقع «أبي زيد الهلالي» في تلك القبيلة.
حلم الأمير رزق والخضرة
قصة ميلاد «أبي زيد الهلالي».. تعود إلى الأمير «رزق الهلالي» وهو الذي عرف بأنه من أشجع الفرسان وأذكاهم وظل «رزق» في خدمة قومه وكانوا يأمنون معه على أرواحهم وأموالهم حتى جعلوه قائدا للفرسان.
لكن الأمير رزق بدأ العمر يتقدم به وأظهر رغبته في أن يكون له وريث حتى أنه بدأ يهيم في البراري والصحاري ويرفع يديه إلى السماء ويكثر الدعاء يوما وراء الآخر .. حتى اختار الأميرة خضرة الشريفة، شريكه لعمره.
القابلة تحمل البشرى
كبر بطن الأميرة وبدأ رزق وقومه بنو هلال، يستبشرون خيرا بقدوم وريث الأمير القائد وفرحت الأميرة خضرة كثيرا فها هي ستنجب لرزق ولده الذي انتظره سليما وحينما جاء اليوم الموعود لخروج الابن إلى الدنيا استبشر الوالد خيرا واستدعى القابلة تكون رهن إشارة الأميرة وبمجرد إنجاب الولد أسموه “أبو زيد الهلالي” لكن رزقا نظر إلى ولده وتغير حاله.
لماذا حزن الأب بميلاده
أصبح الوالد في حالة نفسية صعبة برغم أن شريكة عمره التي لقبوها بالشريفة كان تريد أن تشاركه الفرحة بالمولود الأول له، إلا أن الوالد نظر إلى وجه وليده ولم يفرح به بل أراد أن يكتم قدوم الولد إلى الدنيا.. لم يكن للولد ذنب جناه في الدنيا سوى لونه القاتم.. وصف رزق ولده بأنه صاحب لون أقرب إلى لون الغراب.
صاحب السبع
نشأ أبو زيد الهلالي، فارسا شجاعا حاميا لحمى بني هلال برغم مأساته مع والده.. ولم يكن الهلالي فارسا عاديا بل إنه كان «صاحب السبع غرائب» فقد كان قادرا على التنكر بسبع هيئات وسبع صبغات وكان الهلالي أيضا يتقن سبع لغات من بينها اليونانية والسريانية والفارسية.
كان من أشهر بطولاته تلك التي أبدع فيها حينا سيطر الملك الدبيس الفارسي على أبطال بني هلال واحتجزهم وتنكر أبو زيد في زي درويش أجنبي حتى حررهم وانتصر على الملك بعد أن خادع حراسه.. وقيل إن الهلالي كان على علم بالكمياء التي تضمن القدرة على تخليق الذهب.