جماعة غريبة ، ظهرت فجأة في صدر الإسلام وتحديدا في عصر الخلفاء الراشدين، ربما كانوا من الروافض وهم من الاثنى عشرية، أو ربما كانوا من الذين لهم دين آخر وادعوا الدخول في الإسلام لإفساده ، وربما كانت هذه فعلا عقيدتهم التي يؤمنون بها.. لن تصدق ماذا فعل أبناء هذه الجماعة الغريبة مع سيدنا علي بن أبي طالب وكيف كان رده عليهم ؟
إنها جماعة من الروافض تدعى السابئة ، وكان زعيمهم عبد الله بن سبأ ، يقال أنه كان ينتمي لدين موسى عليه السلام وأعلن إسلامه شكليا للنيل من الإسلام ، وأقنع السابئة أن علي بن أبي طالب هو الله ، وذهبوا إلى علي وسجدوا أمامه بحسب بعض المصادر التاريخية ، فيما تؤكد مصادر أخرى أنهم انتظروه خارج المسجد النبوي بالمدينة لكنه حاججهم ونهاهم عن معتقدهم المشبوه .
تأليه علي
كانت السابئة بحسب كتب التاريخ من الروافض وربما تمتد أصولهم إلى الصابئة المندائيين ، ولكن الأرجح أنهم من جماعة الاثنى عشرية التي كونها عبد الله بن سبأ العبراني اليمني الذي قرر الدخول في الإسلام وإثارة الفتن والقلاقل والشك في جوانب الدولة والعقيدة الإسلامية.
وكان وراء الفتنة الكبرى التي أودت بالخليفة عثمان بن عفان ، كما أن كتب التاريخ تذكره أيضا في حادث رحيل علي بن أبي طالب . المهم أن هذه الطائفة اعتبرت علي بن أبي طالب إلها وقرروا السجود له وقالوا أنت خلقتنا وترزقنا ، فعنفهم وقال ما أنا إلا بشر مثلكم ، ونهاهم عن هذا القول مرة أخرى ، وحين اعادوا القول مرة واثنين هددهم بالتخلص منهم بطريقة بشعة .
طريقة العقاب
تروي المصادر التاريخية أن عليا كان بالمسجد حين دخل عليه أحدهم وقال هناك مجموعة بالباب يقولون إنك الله ، فخرج إليهم ونهاهم عن ذلك القول ، وحين لم ينتهوا بعد تحذيره لهم مرة واثنين خد أخدودا أي حفر حفرة وهددهم بملئها بالحطب وإشعاله وإلقائهم داخلها، فكان ردهم عليه ، إن هذا يؤكد أنك أنت الله لأن لا يعذب بالنار إلا رب النار .
فاضطر للإجهاز عليهم بطريقة صعبة برميهم في الحطب النار وقيل بتركهم يختنقون بدخان النار اختلفت في ذلك المصادر ومنها ابن حجر العسقلاني والمقريزي وابن عساكر . ولكنهم أجمعوا على تخلصه منهم وكانوا نحو سبعين رجلا .
اعتراض بعض الصحابة
كانت هذه الواقعة محل جدل في خلافة علي بن أبي طالب ، حتى أن بعض الصحابة اعترضوا على طريقة التخلص من هؤلاء السابئة، وقال ابن عباس لو كنت أنا ما استخدمت النار ، لأنه عذاب الله .
وتبقى قصة الرجال السبعين والسابئة الذين ألّهوا الإمام علي وتخلص منهم من القصص التي يؤكد المكائد والمؤامرات، التي حيكت ضد الإسلام وأرادت النيل منه، خاصة في عصور الخلفاء الراشدين وفي عصور الفتنة ، فهل نجح مخططهم في النهاية ؟