هو شهاب الدين السهرودي المولود في سهرورد ببلاد فارس ، والذي سافر إلى بغداد وحلب وقضى هناك معظم أيام عمره الذي لم يتجاوز السادسة والثلاثين عاما ، وعرف بحكمته وكشوفاته الخارقة للطبيعة والتي اعتبرها كثيرون شططا بعيدا عن الدين .. ولهذا السبب كانت نهايته المفجعة.
يعتبر شهاب الدين السهروردي المولود عام 1155 ميلادية ببلاد فارس من أهم المتصوفة من اهل السنة الذين استطاعوا أن يقدموا نهجا جديدا وغريبا في عالم التصوف ، ربما لهذا السبب خاف منه العلماء وتسلطوا عليه واعتبروه خارجا عن الملة ، لعدم فهمهم قدرته على الاستبصار ورؤية ما لا يمكن رؤيته .
حكمة الإشراق
يعتبر كتاب السهروردي حكمة الإشراق كتابا مؤسسا في علوم التصوف لما فيه من كضوفات لدرجات الممارسة الصوفية التي تصل بالإنسان إلى مراتب عليا في فهم الكون والوجود والتقرب من الله بطريقة غير تقليدية ، وربما لهذا السبب عرف بكثرة زهده وقوة علمه وحجته العظيمة وفي الوقت نفسه اتهمه بعض المشايخ الذين خافوا من نفوذه بقلة العقل والطيش الذي جعله يكشف ما لا ينكشف ويتحدث عما لا يجب ان يتحدث به .
القرب من الظاهر
نتيجة شهرة السهروردي رغم صغر سنه قربه إليه الحاكم الظاهر والي حلب ، وكان ذلك في عصر صلاح الدين الأيوبي الذي ىعرف أن ابنه افتتن تماما بالسهروردي وأصبح من مريديه ، وارسل له المشايخ والعلماء في حلب رسائل يطالبون بالتخلص من السهروردي ويتهمونه بالخروج عن الإسلام والشطح والشطط ، وفي النهاية وافق صلاح الدين على رأيهم وقرر التخلص من شهاب الدين السهروردي بإنهاء حياته تجويعا في قلعة حلب .
كرامات شغلت الناس
يذكر الإمام شمس الدين الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء العديد من الأحداث التي رواها البعض عن السهروردي ومنها أنه حين يتم ذكر السيمياء أو العلامات الرموز الكيميائية ، فإنه كان يسير مع بعض أصحابه فقال لهم انظروا إلى هذا المكان ، فنظروا فإذذا بها قطعة من الجنة على الأرض قصور بها شرفات تقف فيها نساء تشبه الأقمار المنيرة ، وبه صخب وموسيقى وغناء وظل أصحابه يستمتعون برؤية ذلك المنظر ساعة ثم عادوا إلى سابق عهدهم وكأنهم أخذتهم سنة من النوم ثم استيقظوا فجأة .
وبهذه الكرامات تذكره الكثيرون واعتبروه وصل إلى سر الكون والوجود وقدمه لأصحابه بكل بساطة ، وربما لهذا السبب قربه إلى الحكام وتحديدا ابن صلاح الدين الأيوبي وكاد يفتن به ويتحول إلى درويش ، ربما لهذا السبب قرر صلاح الدين الموافقة على رأي العلماء والمشيخ الذين نصحوه بالتخلص منه فقرر إنهاء حياته بقلعة حلب .
خلاف على علمه
يختلف الكثير من المؤرخين والعلماء حول علم شهاب الدين السهروردي لكن لا خلاف على انه واحد من اعلام الصوفية ومؤسس مدرسة الإشراق فيها ، وهو الأمر الذي ينظر إليه الفقهاء ورجال الدين بشئ من الريبة نتيجة عدم الإدراك الكامل لما يتضمنه العلم الصوفي اللدني من أسرار لا يمكن إدراكها بالعقل المجرد .