هل تنتسب تلك التقنية الحديثة العجيبة إلى أثر تاريخي؟ وما علاقة ذلك الملك صاحب الأسنان الزرقاء بها إذا كان عهده أصلا سبق ظهورها بمئات السنين؟ ولماذا اختار ذلك المخترع أن ينسب اختراعه إلى تلك الشخصية؟ إنها تقنية البلوتوث التي تترجم إلى الأسنان الزرقاء .. تعالوا لنعرف كيف يعود تاريخها إلى مئات السنين.
اعتدنا كثيرا أن ننقل ملفاتنا الإلكترونية وبياناتها عبر تقنية البلوتوث، وكثيرا ما ظن كثيرون أن الأمر ينتهي بالنسية لهم بمجرد «ضغطة زر» لكن يبدو أن وراء الضغطة أسرارا تاريخية عميقة الدلالة شديدة الأثر استيقظ ذلك المهندس الشاب جيم كارداش، الذي كان يعمل في تطوير التقنيات اللاسلكية في إحدى الشركات المعنية بتطوير التقنيات والخدمات والتطبيقات الإلكترونية ذات يوم وفي ذهنه سؤال واحد ..”كيف يتم الربط بين الأجهزة والحواسيب اللوحية بطريقة سهلة يتمكن المستخدمون خلالها من تجاوز الصعوبات المتعلقة بنقل تلك الملفات و اضطرارهم إلى وسائل تقليدية؟ ولماذا لا يتم توحيد أسلوب التبادل والنقل بين الأجهزة بطريقة بسيطة”.
البحث عن إجابة
طال بحث ذلك المبدع عن إجابة إلى أن أعلن للعالم في تسعينيات القرن الماضي أنه توصل إلى طريقة سريعة تضمن للمستخدمين نقل ما يريدون من ملفات بين الأجهزة الإلكترونية بطريقة تضمن لهم التعامل الآمن من جهة واختصار الوقت والجهد والمال من جهة أخرى.. ومن هنا جاءت تقنية «البلوتوث»..وفق موقع فولوكت Followict
رجل بقدرات تاريخية
ولكن هل سألت نفسك لماذا لم ينسب المهندس اختراعه هذا إلى نفسه مثل بقية المخترعين؟ قبل التطرق إلى الإجابة علينا أن نعلم أن اسم تلك التقنية التي يتعامل الملايين معها يوميا يعود إلى ملك من ملوك الدنمارك هو هارالد بلوتوث والذي اشتهر بين الدنماركيين بقدراته الفائقة وراجت قدراته باستطاعته ارتكاب أمور خارقة للعادة بعد أن أوقف مواجهات الألمان التي استهدفت استقرار بلاده، وذلك بعد أن تولى السلطة عام تسعمائة وستة وثمانين ميلادية .
علم العالم الوحدة
وكان هارالد بلوتوث أحد ملوك الفايكنج، واستطاع أن يوحد الدنمارك والنرويج تحت حكمه الذي اتسم بالعدل والتسامح والرخاء، فأصبح نموذجا ومثالا تاريخيا للحاكم العادل القوي المحبوب .
ومن هنا أراد المخترع تسمية اختراعه الجديد باسم ذلك الملك التاريخي كنوع من التكريم له. كما تم استخدام أول حرفين من اسم الملك باللغة الرونية القديمة التي كانت مستخدمة في زمانه ويقال إنه توقيعه ليصبح أيقونة البلوتوث التي نتعامل بها حاليا .
ويوثق المؤرخون قدرة ذلك الملك على حكم الدنمارك والنرويج معا ببراعة سياسية مدهشة .. كما عرف عن ذلك الملك العجيب فرط إقباله على تناول التوت البري حتى أثر ذلك كثيرا على هيئته.
وبدت أسنانه أقرب إلى اللون الأزرق ، لذلك اشتهر تاريخيا بالملك صاحب الأسنان الزرقاء ، وإن كان في النهاية حمل لقب ” الموحد العظيم” .
المهندس جيم كارداش الذي كان يعمل وقتها في شركة انتل لم ينسب الاختراع إلى نفسه. ولعل الرجل أراد أن يرسل للبشرية رسالة مفادها أن للوحدة قوة ليس بمعناها التاريخي فقط بل في عالم التقنية أيضا.