تظل جماعة الحشاشين هي الأخطر والأكثر غرابة في التاريخ الإسلامي،منذ أسسها حسن الصباح المعروف بشيخ الجبل في القرن الحادي عشر، والجماعة تمثل رعبا حقيقيا لكل الدول التي تعيش فيها.
ولدت الجماعة بشكل رسمي في إيران عام 1080 ميلادية. وهي فرقة تابعة لطائفة الشيعة الإسماعيلية، اختاروا قلعة آلموت لتكون حصنهم الأول وموقعهم المركزي، بعد ذلك شكلوا وبنوا حصونا في 360 منطقة في إيران.
انتشروا في سائر أنحاء الدولة العباسية وقوضوا ملكها بطريقة غامضة، طريقة تشكيل الجماعة في غاية الصرامة، كان شيخ الجبل يختار الشباب والفتيان بطريقة قاسية، أحيانا كان يختطفهم أو يتحايل للحصول عليهم.
وحين أصبح للجماعة شأن خطير وشهرة واسعة، أصبح الانضمام إليها يتطلب مجهودا شاقا، فيجب أن يقف الفتيان أو الشباب على باب قلعة آلموت.
ينتظرون في العراء دون اكل أو شراب لمدة أيام، ويتعرضون للمضايقات والسخرية والاهانات، ليتم التأكد من صبرهم وإخلاصهم
بعد ذلك يدخل إلى القلعة من ينجح في هذا الاختبار الصعب.
وفي القلعة يتم تخديره بالحشيش حتى يصبح في عالم آخر،ويتم حمله إلى حديقة مترفة وقصر رائع به جواري يشبهن الحور العين،ويجد حوله أنهارا وجداول تشبه أوصاف الجنة بالتمام.
وبعد أن يقضي وقتا في هذا المكان، يتم تخديره مرة أخرى ويعاد إلى القلعة الحقيقية،وهناك يجري تكليفه بالتخلص من أحد الأمراء أو القادة في منطقة معينة،حتى يتمكن من العودة مرة أخرى للجنّة التي رآها .
وبهذه الطريقة سيطر الحشاشون على عقول أتباعهم، وسيطروا أيضا على العديد من الأماكن وزرعوا فيها الرعب، قلعة آلموت مازالت أثارها موجودة على بعد 100 كيلو متر من طهران، وقد هدمها التتار على يد هولاكو وأسر قائدهم ركن الدين خور شاه عام 1256 ميلادية.
كانت هذه القلعة تعرف أيضا بعش العُقاب وهو أحد ألقاب شيخ الجبل، وبالقضاء على هذه الجماعة انتهت دولة الرعب التي أسسها حسن الصباح، والتي ساعدت الحملات الصليبية في الدخول إلى الشرق الأوسط.
بعد أن تخلص الحشاشون من أمراء كثر في بلاد الشام، طبعا لحساب الصليبيين الذين كانوا يدفعون مقابل ذلك لشيخ الجبل
حتى أن صلاح الدين الأيوبي حين حاصر قلعتهم وحاول القضاء عليهم.
لم يتمكن من ذلك واضطر للعودة، خاصة بعد أن صحا من النوم فوجد على سريره رسالة وبجوارها قطعة خبز
الرسالة تقول إن قطعة الخبز مسمومة.
وفي رواية أخرى وجد سلاحا على سريره، ومعنى الرسالة أننا نستطيع التخلص منك لكننا لن نفعل،فالأفضل أن تعود إلى مصر وتتركنا لحالنا، وهو ما نفذه صلاح الدين فعلا، ولكن ظل تاريخ هذه الجماعة لغزا كبيرا.
وظل دليلا على الرعب والخوف الذي زرعته في المنطقة العربية، ومازالت الجماعة التي تعتبر إحدى فرق الشيعة، تزخر بالأساطير والحكايات الخرافية التي قامت بها .
