مالا تعرفه عن قرية كمزار أغرب قرى الوطن العربي

قرية منعزلة عن العالم وخصوصا عن سلطنة عمان، حافظت علي اللغة الخاصة بها وقاومت اندثارها، لهم طريقتهم الخاصة في التعامل مع كل شئ.
تقع في موقع جغرافي مميز جعل لها تاريخها الخاص بها وكأنها دولة صغيرة وحدها ..ما حكاية قرية كمزار ولماذا قيل أنها القرية لأكثر إنعزالا في الوطن العربي بل وفي العالم ؟

في شمالي سلطنة عمان، هناك قرية صغيرة اسمها كمزار ، تبدو وكأنها مختبئة داخل خليج وادع وهو خليج يفصل بين الجبال ومياه المحيط.
وتقع القرية على مضيق هرمز في محافظة مسندم، و يسكنها حوالي 3000 شخص تقريبا .ولديهم لغة خاصة بهم يمكن تسميتها اللغة الكمزارية ، لا يتكلمها الا سكان القرية والطريقة الوحيدة للوصول اليها عن طريق البحر، وتستغرق الرحلة ساعة تقريبا بالقارب السريع ..

لكن تلك لقرية تتسم بطابع مختلف عن باقي أنحاء سلطنة عمان حيث اتخذت وحدها مكانا فريدا ومعزولا وطباع وعادات تخصهم وحدهم.
وأصبح لها لغتها وثقافتها الخاصة بها .ولكي تصل إلى تلك القرية يكون عن طريق البحر من خلال رحلة بقارب سريع تستمر حوالي ساعة، ويمكن أن تستخدم سفينة شراعية تقليدية ويطلق عليها اسم “داو”.

أهمية تجارية

قرية كمزار تعتبر مهمة للغاية من الناحية التاريخية، والتجارية فهي واحدة من البقاع القليلة و التي يوجد بها بئر يحتوي على مياه عذبة بكميات كبيرة، في المنطقة الواقعة بين مراكز تجارية مثل البصرة ومسقط وزنزبار والهند مما يجعل لها مكانة وأهمية بارزة .
وسكان كمزار يعتمدون على صيد الأسماك التي تعيش في الأجواء المحيطة بهم ، ويعتمدون عليها طوال تسعة شهور من العام.
وفي الشتاء يعتمدون على محصول تمر النخيل في الفترة التي يقل فيها الصيد بسبب برودة الجو ، وتتمتع تلك القرية رغم عزلتها بالاكتفاء الذاتي، حيث أن بها مدرسة ومستشفى ومحطة لتحلية المياه خاصة بها .

 لغة خاصة بهم

واللغة الكمزارية لها أسلوبها الخاص والفريد فمفردات اللغة الكمزارية مألوفة للناطقين بالإنجليزية أخذت الكمزارية من العربية والفارسية أيضا ونتج ذلك بسبب التأثيرات المختلفة التي تحملها اللغة الكمزارية واستطاعت الصمود في بيئة تغلب عليها اللغة العربية.

عادات خاصة وغريبة

ولا يستخدم أهل كمزار الجهات الأصلية الأربع المتعارف عليها الشمال والجنوب والشرق فهم يستخدمون اتجاهين `أعلى` نحو الجبال، و`أسفل` صوب المحيط” ولهم طريقتهم الخاصة في ذلك.
ولهم اسلوب خاص في التحية بين بعضهم البعض فيستخدمون بعبارة تقول ترجمتها “كيف هي الرياح؟ وتعتبر تعبيرا خاصا للتحية فيما بينهم.
لدى سكان كمزار مكتبتهم الشفهية الخاصة من القصص فهي لها حيز كبير في التراث والثقافة الشعبية لديهم وقد رحل مؤخرا أشهر رواة السير الشعبية فيها، وكان يحفظ في ذاكرته بمجموعة كاملة من الحكايات الشعبية بالتفصيل، وكان يروي هذه الحكايات بأسلوبه الخاص، ويجعل أحداثها تدور في كمزار.

ويشتهر سكان كمزار بحفلات الزفاف المفعمة بالحياة والحيوية، والتي تستمر الواحدة منها لأسبوع كامل .وهي مليئة بالرقصات والأغنيات الشعبية والولائم ويكون فيها أهل القرية جميعا مدعوين.