يمتد تاريخها إلى 6000 سنة قبل الميلاد؛ ولذلك فإن لها طابع المدن الأسطورية أسستها محاربات يطلق عليهم اسم «أمازون» ويأتي هذا الاسم من مدينة «الإلهة الأم» في مملكة أرزاوا.
كذلك يختبئ داخل هذه المدينة واحدٌ من أعظم الكنوز الأثرية على وجه الكرة الأرضية، مرَّ في شوارعها غضب الطبيعة وشهدت مواجهات بشرية كما نما فيها الفن والعلم بعقول ساكنيها وكتب فيها «كتاب مقدس».إنها مدينة أفسس الأثرية أكثر الأماكن المذهلة في العالم.
موقع فريد على الساحل الممتد
هناك على ساحل «إيونيا» تقع مدينة أفسس اليونانية القديمة، وفي كل ركن من أركانها قصة متفردة جدرانها تنطق بأسماء بنائيها وعبقها يعود بمن يراه أعواما مديدة في قلب تاريخ تليد.. بين جدرانها يقف التاريخ شاهدا على واحدة من أغرب المدن الأثرية.
تأسست مدينة أفسس فى القرن العاشر قبل الميلاد، على أنقاض موقع عاصمة أرزاوان السابقة، وذلك من قبل المستعمرين اليونانيين، وكما تتخيل المدن الأسطورية التي مرَّت بتحولات بسبب غضب الطبيعة أو الحروب أو عوامل الزمن المؤثرة على شوارعها؛ ستجد المدينة والتي تطمر أعظم الكنوز الأثرية على وجه كوكب الأرض؛ ولذلك أدرجت المدينة الأثرية بأكملها كموقع للتراث العالمي.
تاريخ يروي أحلام صانعيه
لا تزال أطلال هذه المدينة الأثرية العتيقة تروي قصصا رائعة رغم قدم تاريخ نشأتها.. كذلك تتزين مدينة أفسس المدهشة بالعديد من المباني العملاقة؛ فقد ضمت داخلها مكتبة سيلسوس ومسرحًا ضخما يمكنه استيعاب ما لا يقل عن أربعة وعشرين ألف متفرج.
مبان عريقة وشموخ لا تخطئه الأعين
شموخ هذه المباني العريقة لا تخطئه عين.. ولعله ارتفاع تلك المباني وضخامتها كان يناسب البشر الذين عمروا المدينة في تلك الحقبة من التاريخ.. إن مجرد زيارة سريعة إلى هذه الأطلال تكون كفيلة بجذب أعين الزائر الذي لا يمكنه أن يحيد ببصره لحظة عنها من فرط جاذبيتها وتشويقها.. وفيها يقف الزائرون كأن على رؤوسهم الطير وحتى الآن لم يصل أحد إلى تفسير لتلك الوقفة.
ويعتقد الخبراء أن عدد سكان أفسس لا يقل عن 250 ألفا ويمكن لزوارها المشي على طول الممرات المرصوفة بالحصى الآتية من تاريخ عريق ومشاهدة الحفريات الأثرية والتعجب من مدرجها المذهل وواجهة مكتبة سيلسوس ، والتعرف على حضارات البحر الأبيض المتوسط التي امتدت قرونا من الزمان.
معبد أرتميس الكبير
كانت مدينة أفسس خلال العصر اليونانى الكلاسيكى واحدة من إثنى عشر مدينة تابعة للرابطة الأيونية، كم اشتهرت المدينة المذهلة بمعبد أرتميس الذي اكتمل حوالى سنة 550 قبل الميلاد، بعد تدميره في عام 356 قبل الميلاد تمت إعادة بناءه على نطاق واسع يعادل تقريبا أربعة أضعاف حجم معبد البارثينون الموجود في أثينا، اعتبر أحد عجائب الدنيا السبع فى العالم القديم.
الكنائس السبع
أشار سفر الرؤيا إلى الكنائس السبع في آسيا وكان لدى مدينة أفسس واحدة من تلك الكنائس ويقال إنَّ نصا ورد فيها بالكتاب المقدس وكانت أيضا موقعًا هاما للعديد من المجالس المسيحية في القرن الخامس بما في ذلك مجامع أفسس والتي عقدت في سنة 431 و سنة 449 و سنة 475 م، وانتهت المدينة على يد القوط في غزوهم لها سنة 263 ميلادية.