ما لا تعرفه عن هارون الرشيدي وهل افترى عليه التاريخ حقا ام انه كان مستهر؟

روايات تاريخية توارثناها، لا نعلم دقتها أو ربما لم نُكلف أنفسنا مشقة البحث عن حقيقتها، وكانت أبرز تلك الروايات التي تناولت قصة حياة هارون الرشيد، فارتبط في مخيلتنا بكل أنواع المجون والترف والاستهتار، فيما كانت حقيقة ذلك الرجل غير ذلك تمامًا، فما قصته ولماذا ظلمه التاربخ، هذا ما سنرويه لكم في الفيديو التالي:

هو أبو جعفر هارون بن المهدي ، بن عبد الله بن عباس، ولد في مدينة الري بإيران، عندما كان أبوه أميرًا عليها في سنه 148 هجريه.
اتصف هارون الرشيد بالشجاعة والقوة، حيث قاد الحملات في عهد أبيه بينما لم يتجاوز العشرين من عمره، ويعدّ من عظماء الأمة الذين أرهبوا ملوك الروم، وكان يحج عامًا ويغزو عامًا.

وصفوه المؤرخين، بأنه نعم الخليفة، كان ذا نبل وحشمة وشجاعة ورأي، وايضًا ذا فصاحة وعلم بالأدب والفقه،حمل أعباء الخلافة بجد واقتدار ومعرفة حقه.

ذُكر عنه أنه كان يصلي في كل يوم مئة ركعة إلى أن فارق الحياة، وكان يتصدق في كل يوم بألف درهم من ماله الخاص، وإذا حج أخذ معه 100 من الفقهاء .

وإذا لم يحج أرسل ثلاث مئة رجل إلى الحج، بنفقتهم وكسوتهم، وقد اشتهر الرشيد بخوفه من الله وغزارة دمعه، كما اشتهر بحبه للعلماء، و تعظيم حرمات الدين وبغضه للجدال والكلام، ورحل بولديه الأمين والمأمون لسماع الموطأ على مالك.

المصادر التاريخية، أوردت ما جرى بينه وبين نقفور ملك الروم ، حينما الأخير الهدنة المعقودة بين المسلمين وبين الملكة ريني ملكة الروم، وذلك في سنة مئة وسبع وثمانين.

عندما أرسل نقفور إلى هارون الرشيد كتابًا، قال فيه: “من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب، أما بعد فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق، فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقًا بحمل إضعافها اليها”.

“وذلك لضعف النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي فاردد ما حُصل منك من أموالها وإلا فالسيف بيننا وبينك”.

استشاط الرشيد غضبًا، فدعا بدواة وكتب على ظهر كتابه: “بسم الله الرحمن الرحيم. من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم. قرأت كتابك والجواب ما تراه لا ما تسمعه”، ثم سار حتى نزل مدينة هرقل، وكانت معركة مشهورة وفتحًا مبينًا، فطلب نقفور السلام والتزم بضرائب يحملها كل سنه إلى أمير المؤمنين.

رحل هارون الرشيد أثناء غزوه الروم بطوس في خراسان، عام 199 هجرية، ولم يتجاوز 45 سة، والكثير من المؤرخين والعلماء، أكدوا أن ما وصل إلى العرب من ذِكر الرشيد لم يكن سوى خرافات صنعها الفري، بعد أن قويت شوكة البرامكة في الخلافة، وأصبحوا يتصرفون كما يشاؤون.
حينها بطش بهم الرشيد واستأصل وجودهم من أساسه فنشط الأدباء والمؤرخون الفرس، في تشويه صورة هذا الخليفة العظيم.

Exit mobile version