هل تحدث سيدنا آدم عليه السلام اللغة العربية أم أن الترجيحات التاريخية تؤكد أنه كان يتحدث السريانية ؟وماذا عن العبرية وهل فعلا كانت لغة آدم في الجنة ؟
وهناك رأي آخر أكثر حصافة يقول إن آدم عليه السلام كان يتحدث اللغات كلها، وبهذه الطريقة علمه الله الأسماء كلها.
لكن تبقى لغة آدم في الجنة لغزا غامضا احتار فيه الباحثون والمؤرخون ، فتعالوا نحاول التعرف على أبعاد هذا اللغز ومن حاولوا حله.
في كتابه الشهير لغة آدم يتناول الكاتب المغربي عبد الفتاح كليطو كل النظريات التي قيلت حول لغة سيدنا آدم في الجنة ، فمنها نظريات منسوبة لمؤرخين ثقات وعلامات مثل الزمخشري والقرطبي والمقريزي وابن كثير وغيرهم ، ومنها نظريات منسوبة للاديان الإبراهيمية المختلفة بعضها يتنازع لغتين قيل إن آدم تحدث بهما هما العربية والعبرية . فترى أي اللغات الثلاثة تحدث بها آدم في الجنة ؟
لغة التخاطر
حين كان آدم عليه السلام في الجنة وعلمه الله الأسماء كلها فأكثر المؤرخين والمفسرين يفسرون ذلك بأن آدم عليه السلام كان يعرف كل اللغات وأنه لهذا السبب لم يستخدم لغة بعينها في الجنة وإنما اعتمد في علاقته بربه وبالملائكة وبمن حوله من كائنات على لغة التخاطر وهي اللغة التي تعلم بها الأسماء كلها .
لكن المفسرين والمؤرخين المسلمين يميلون إلى أن لغة آدم كانت العربية ، بدليل نزول القرآن باللغة العربية ، فإذن هل لغة التخاطب في الجنة وفي السماوات العليا عموما ، وهو أمر مردود عليه من مؤرخين آخرين رصدوا أول من تحدث باللغة العربية .
أبناء إبراهيم وأول المتحدثين بالعربية
كان أبناء سيدنا إبراهيم يتحدثون الآرامية وكذلك أبيهم ثم تحدثوا العبرية بعد أن عبروا نهر الفرات ، ويؤكد المؤرخون ومنهم ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ و ابن خلدون في مقدمته الشهيرة ان أول المتحدثين باللغة العربية كان نبي الله إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ، فكان اول من اختلط بالقبائل التي تتحدث العربية وأول من تحدث بالعربية .
بين السريانية والعبرية
لكن خرجت أبحاث أوربية وأجنبية تشير إلى أن لغة آدم في الجنة كانت السريانية وهي أيضا لغته على الأرض ، بينما اعتبر البعض من مؤرخي التاريخ العبراني أن لغة آدم في الجنة وعلى الأرض كانت العبرية ، وكل فريق يدعم فرضيته بما لديه من أدلة تاريخية ، لكن المعضلة الأكثر غموضا في التاريخ كانت اختلاف اللغات .
حادث البلبلة
يؤكد العديد من المؤرخين أن البشر كلهم كانوا يتحدثون لغة واحدة ، إلى أن جاء حادث البلبلة والذي يعود إلى غرور البشر ورغبتهم في الوصول إلى الله عبر برج يصل السماء ، ما يشير إلى قوة وجبروت اللغة ، ولكي يخيب الله مسعاهم بلبل ألسنتهم فأصبح كل منهم يتحدث لغة مختلفة ، ولم يعرفوا التعاون مع بعضهم البعض وفقدوا قوتهم وانهار برج بابل الذي بنوه لعدم فهمهم لغة بعذهم البعض ، وانتشروا في الأرض بعد انهيار البرج ، ومن هنا تعددت اللغات .
لغة آدم الغامضة
لكن تظل لغة آدم في الجنة محل بحث ودراسة في الكثير من المراكز المتخصصة في اللغات وفي الأديان وفي التاريخ ، مع العلم أن جميع الكتب السماوية لم تذكر صراحة اللغة التي تحدث بها آدم في سواء في الجنة أو على الأرض، ومن ثم مازال الأمر غامضا هل كان يتحدث العربية أم العبرية أم السريانية أم بلغة التخاطر أم بكل اللغات دفعة واحدة .. ما رأيك أنت عزيزي المشاهد أي اللغات ترجح أنها كانت لغة آدم عليه السلام ؟