توغلت تلك الديانة من حيث لا يدري أتباعها أنفسهم.. ولأسباب غير معلومة وصلت إلى أربع دول بينهم دولة عربية.. حيرت طقوسها علماء النفس والأديان، وأشدها مظاهرها حيرة ذلك الزعيم الديني الذي يحيا حياة الملوك ولم يرتضي سوى فنانة من ملكات جمال سوريا زوجة له.. فما قصة تلك الديانة وما طقوسها؟
«انتبه أنت في حضرة التجلي الأعظم.. وهنا تستنزل المعجزات.. وتكسب الرضا.. كل ما عليك أن تُنحي عقلك جانبا وتترك الجسد في حالة اندماج ستذوق ثماره إن كان داخلك مخلصا نقيا..».. هكذا تقوم طقوسهم النشاز في أغرب مراسم دينية حول العالم.
شعور نسائية في حضرة الرئيس
إنهم «العلية القادرية الكسنزانية» الذين ما أن يظهروا في بقعة من بقاع الأرض حتى يجذبوا عقول من ييشاهدهم بشعور رجالهم المنسدلة كالنساء ورقصاتهم الأقرب إلى أغاني المهرجانات، والتي لا توحي أبدا بأنهم يمارسون نوعا من العبادة.. لكنها أساليب وإن كانت تربك مشاهدها العادي إلا أنها توفر لأتباع هذه الطائفة نوعا من الأمان النفسي والروحي – كما يزعمون –
حتى اسم تلك الطائفة الكسنزانية، لا يوحي بتعريف بقدر ما يشير إلى «مجهول» وتم تداول معناها على أنه ترجمة لكيان «غير معلوم الحقيقة».. ويربط الباحثون في مجال الأديان بين تلك التسمية وبين إشارة ضمنية إلى صاحب الفضل الأول في إنشاء الطائفة المسمى «سلطان الغيب» ولا يعرف عنه من أقطاب الكسنزانية شيئا من أمر الدنيا أو الآخرة سوى أنه ربما اعتزل في أحد مناطق العراق.
سر اتفاقية الصلح مع السماء
ينسب الكسنزانية قيمهم الروحية إلى الإمام علي بن أبي طالب، والشيخ عبد القادر الجيلاني، أحد مؤسسي الصوفية، والشيخ عبد الكريم شاه الكَسْنَزان، وتصل أورادهم إلى ترديد كلمات معينة مائة ألف مرة.. ويروجون أن منهجهم يقوم على عقد اتفاقية تصالح «مع السماء».
يتعرض من يشاهد أبناء تلك الطائفة الذين وصلوا بأفكارهم إلى كندا وأمريكا وظهرت دعوتهم الأولى في العراق، إلى صدمة نفسية ففي زمن أصبحت التقنيات والعلوم معيار التقدم.. يحول أبناء الكسنزانية أجسادهم إلى هدف للعبث بآلات حادة وتقديم الأحياء قربانا للزواحف.. وكل ذلك بهدف اختبار مدى قدرة الطقوس على الحماية. رغم أن الكسنزانية يروجون أنهم أبناء المذهب السني.
من يخلف الرئيس بعد الرحيل
الكسنزانية.. لهم أيضا ترتيب هرمي يبدأ برئيس الطائفة ويليه «وكيل عام» و «خليفة» و«خلفاء فرعيون» أو أقطاب لكل منهم رخصة من الرئيس الأكبر لفتح «تكية» أو مقرات للطقوس الغريبة في أي بقعة من البقاع.
القائد الأعلى للكسنزانية هو شمس الدين نهرو الحاصل على دكتوراه في التاريخ من بريطانيا ولديه شهادات علمية أخرى وقد ورث رئاسة الطريقة من والده.. ولدى شمس الدين العلماني التوجه أملاك وأموال تكدست بها بنوك العالم وإليه تعود سيطرة تلك الطريقة سياسيا ودينيا فهو الحالم برئاسة العراق وشديد الصلة بالولايات المتحدة.
تزوج شمس الدين نهرو، الفنانة السورية «نورمان أسعد» ومن بعد الزواج أصبحت المسافة بينها وبين التمثيل والإعلام هي ذات المسافة بين السماء والأرض. حيث اعتزلت العمل فيه نهائيا ولم يعد لها ظهور في أي وسيلة إعلام.