لم يعرف أحد حقيقته، ظل شخصية غامضة ومثيرة، كيف نام مائة عام ثم أيقظه الله مرة أخرى ؟وهل كان حقا رجلا صالحا أم كان نبيا من أنبياء الله ؟ ما حكايته ومن هو العزير الذي كانت لا ترد له دعوة ابدا فاحتار في أمره العلماء والباحثون؟
نسب العزير في الديانات الثلاثة
ينتهي نسب العزير إلى هارون بن عمران وصولاً إلى إبراهيم عليه السلام هذا الأمر أي النسب وهو أحد الأمور التي أثارت الجدل حول كون العزير نبي من أنبياء الله بالإضافة إلي الصفات التي تمتع بها من الورع والتقوى والزهد واستجابة الدعاء بحسب بعض المصادر إلا أن الجدل لم يُحسم وبقي رأي أغلب العلماء المسلمين أنه رجل صالح من أولياء الله تعالى.
وفي الديانة المسيحية هو أيضاً رجل صالح يُدعى لعازر أو اليعازر من أصحاب المسيح عيسى أبن مريم عليه السلام ، كما أنه نبي مشهود له لدى العبرانيين في العهد القديم .
رجل شجاع في الرواية التلمودية
حسب الرواية التلمودية والمخطوطات القديمة، فإن قوم موسى من العبرانيين ذاقوا الأمرين بعد هجوم نبوخذ نصر علي مدنهم وأبرزها بيت المقدس أو أورشليم حيث دمرت مدنهم وسُبيت نساؤهم وراح العديد من الضحايا بينهم، ومن بقي حياً اقتيد إلي بابل حيث عاشوا هناك كالعبيد ما يقارب القرن حتي أتي الملك الفارسي كورش فاتح بابل وحررهم.
وهنا يأتي دور عزير عزرا الذي اكتسب محبة واحترام الكبيرين من الملك الفارسي ما منحه مكانة خاصة لديه جعلته يتشفع للعبرانيين، فأعتقهم وعادوا إلي أورشليم فعمروها وقام عزرا بتعليم التوراة وكتابتها عن جديد وذلك لأنه كان رجلاً عالماً حافظاً للتوراة التي تناقلها الأجداد والأبناء لذلك اكتسب عزرا عند العبرانيين مكانة أسمى من النبوة فقدسوه وأطلقوا عليه اسم ابن الله.
نام مائة عام ثم استيقظ!
في سورة البقرة بالقرآن الكريم وردت قصة عزير النبي أو الرجل الصالح الذي أعطاه الله من العلم والحفظ الشيء الكثير، وقد كان ذات يوم ماشياً على ظهر حماره، وبعد أن سار فترةً من الزمن مرّ على قريةٍ، ولكن هذه القرية كانت خاويةً لا يوجد أحد فيها، وهنا توقّف وتعجّب وتساءل: هل من الممكن أن يُحْيي الله القرية وهي خاوية على عروشها؟
ملاك على هيئة بشر
وعندها أماته الله وهو نائم وقبض روحه لمئة عام، ثم بعثه الله مرةً أخرى من جديد، وعندها استيقظ عزير من نومه، فأرسل الله من يسأله، وكان الذي يسأله مَلَكاً من الملائكة على هيئة بشر، فسأله عن المدة التي مكثها نائماً، فرد العزير عليه فقال إنه لَبِث نائماً يوماً أو جزء يوم .
معجزة إلهية
ولكن الملك رد عليه بأنه قد لَبِث ميتاً مئة عام كاملة، وأمره بتأمّل طعامه وشرابه وحماره، وكيف أنّ الله أحيا بقدرته هذه القرية، فكانت قصته عبرة وآية للناس، عندئذٍ عرف عزير أن الله قادر على أن يميته ويحييه ويحيي القرية التي كانت خاوية على عروشها، وخرج إلى القرية فوجدها معمّرة، وبدأ يتجول فيها.
وعندما كان يتجول في القرية قام بالسؤال عن عزير، فقال له الناس: نعم نعرفه، لقد أماته الله منذ مئة عام، وعندها قال لهم أنا عزير قد أحياني الله مرةً أخرى ليصبح معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالى.
لم يقل أنه ابن الله
عزرا لم يكن فى نظر العبرانيين ابنا لله والأهم إنه لم يدعى هو نفسه ذلك ولم يذكر لنا الكتاب المقدس أو الكتب العبرية الموثقة الأخرى هذا الأمر.
إلا أنه فى التراث الإسلامى هناك من زعم هذا الاعتقاد، كقول بن حزم الاندلسى أن بعض أهل اليمن ادعوا ذلك، أما القرطبى وابن كثير فتحدثوا عن ادعاءات عمومية لحوادث حصلت فى وقت ما وعلى ضوء ذلك دعوه ابن الله.