هو واحد من أشهر رحالة العرب وصل إلى أبعد بقاع الأرض ورأى ما لم يراه أحد ، رحل لبلاد اللؤلؤ ورأى كيف كانت الحياة في امريكا اللاتينية بل واكتشف بعض من أسرار الطبيعة داخل هذه البلاد فمن هو رحالة العربي الياس الموصلي وماذا رأى من عجائب غريبة في رحلته ، سأحكي لكم في التالي:
رغم كثرة من تناول تاريخ إلياس الموصلي، لم تسجل أية كتب ما يُشبع الفضول حول قصة إلياس الموصلي، سوى أنه انتمى إلى عائلة تربطها روابط وثيقة بالفاتيكان والبابوية منذ القرن السادس عشر الميلادي، وقيل إن أخوته لعبوا دورًا مهمًّا في الحياة الاجتماعية والدينية في الموصل وحلب، وأن عائلته قدَّمت عددًا من البطاركة جمعتهم صلات قوية بروما، أما نشأته فلم يُعرف عنها شيءٌ، وكذلك مولده ووفاته.
وقد بدأت رحلة إلياس الموصلي بالأساس لزيارة الأماكن المقدسة، وهكذا انطلق في عام 1668م من العراق نحو دمشق ثم القدس فوصلها في عيد القيامة، عاد بعد ذلك إلى حلب، ثم أبحر إلى قبرص ثم البندقية، حيث خضع للحَجْر الصحي، ووصف كيف اضطر لقضاء 40 يومًا قبل أن يُسمح له بالدخول إلى إيطاليا للتأكد أنه ليس لديه امراض
وتكشف كتابات الموصلي بعد ذلك كيف أن الصدفة وحدها هي التي قادته إلى أبعد بقاع الأرض عن موطنه، إذ امتدت رحلته من بغداد لتشمل عدة مدن أوروبية حتى وصل إلى لشبونة
فبعد جولاته في المدن الأوروبية لأسبابٍ مختلفةٍ، إذ أخبرته ملكة إسبانيا أن بإمكانه أن يطلب ما يشاء فأشار عليه المحيطون وعلى رأسهم الكادرينال ماريسكوتي رسول البابا في مدريد أن يطلب تصريح الملكة بالعبور إلى أمريكا اللاتينية أو بلاد «هند الغرب»، كما أُطلق عليها في تلك الفترة، وكان دخول الأرض الجديدة يتطلب إذن ملك إسبانيا، ولم يكن يُمنح إلا للإسبان، وكانت محاكم التفتيش تواصل في تلك السنوات عملها في التنصير، وهو ما كتب عنه الموصلي أيضًا.
في منزلٍ جميل في عاصمة البيرو، كَتَب إلياس الموصلي ملاحظاته حول الرحلة، وتعد تلك الكتابات يومياتٍ لإلياس الموصلي، فلم يكن الموصلي رحَّالة ولا مؤرخًا، بل حرص فقط على تسجيل مشاهداته وما بدت عليه أمريكا من منظور رجل شرقي
وحكى الموصلى عن اضطراب البحر وما واجهته السفينة من خطر استمر لثلاث ساعات، فأودى بحياة أحد ركابها، مات بسبب الخوف فقط، واضطر الركاب لربطه بقوارير مملوءة بالماء لتغوص جثته في البحر، وضربوا له ثلاثة مدافع.
ومع الاقتراب من الأرض الأمريكية يظهر محور الأحداث في الأرض الجديدة، إذ يحكي الموصلي عن رؤيته لمركب إنجليزي يحمل أشخاص سمر البشرة قادمًا من البرازيل، ثم يذكر الموصلي أنه حين وصل إلى الهند استقر على جزيرة «ماركاريتا» (أو مرغريتا وهي جزيرة صغيرة في بحر الكاريبي تتبع فنزويلا اليوم) التي تشتهر باللؤلؤ.
ووصف مكانًا وصل إليه بعد خروجه من بلدة «بوتوسي» يسمى «طارابابا» كان به ماء ساخن «له رائحة الكبريت» يذهب الناس إليه من بلدان مختلفة للاستشفاء، وذكر مشاهدته لزفاف حضره في ليما، وكيف أن العروس منحت زوجها 150 ألف قرش مثلما جرت العادة في هذه البلاد.
ويرجح المؤرخون أن يكون الموصلي قد أمضى بقية حياته في روما، بعد عودته من أمريكا اللاتينية ويستندون في ذلك فقط إلى عثورهم على كتاب «صلوات عربي» مطبوع في روما في عام 1692 على نفقته، هو ما جعلهم يرجحون أيضًا أن تكون وفاته قد جاءت بعد هذا العام.
تظل هذه الكتابات من اجمل ما كتب في الرحلات الاستكشافية الاولى ليظل الموصلي واحد من أهم رحالة العالم.