يُحكى أن جبال الأوراس أنجبت يوماً ما مقاتلةً بربرية شرسة تدعى “الكاهنة ديهيا”.. اختلف العرب والأمازيغ حول تلك المرأة الاستثنائية، فمنهم مَن قال عنها إنها حاكمة جسورة، ومنهم مَن وصفها بالكاهنة، وذهبوا أبعد من ذلك؛ ليتهموها بالسحر والشعوذة، لكن مع ذلك، فقد أجمع الرواة على أن ديهيا كانت من أشد النساء بأساً عبر العصور فما هي حكايتها ، سأحكي لكم في التالي:
اسمها ديهيا هي بنت تابنة قائدة عسكرية وملكة أمازيغية خلفت الملك أكسيل في حكم الأمازيغ وحكمت شمال أفريقيا وكانت تشمل مملكتها الشاسعة الجزائر وتونس وليبيا والمغرب كانت عاصمة مملكتها هي مدينة خنشلة في الأوراس شرق الجزائر، قادت ديهيا عدّة حملات ومعارك ضد الرومان والاعراب والبيزنطيين في سبيل استعادة الأراضي الأمازيغية التي قد أستولوا عليها في أواخر القرن السادس ميلادي وبدلاً من أن تتحول لملكة مكروهة عند المسلمين أصبحت إمراة شجاعة.
وقد تمكنت في نهاية المطاف من أستعادة معظم أراضي مملكتها بما فيها مدينة خنشلة بعد أن هزمت الرومان هزيمة شنيعة وتمكنت من توحيد أهم القبائل الأمازيغية حولها خلال زحف جيوش الاعراب وإستطاعت ديهيا أن تلحق هزيمة كبيرة بجيش القائد حسن بن النعمان عام 693 وتمكنت من هزمهم وطاردتهم إلى أن أخرجتهم من تونس الحالية وفر من تبقى منهم هاربا الى مصر.
وما إن سمعت بتقدم جيش حسان حتى بادرت بتحرير مدينة خنشلة من الإحتلال االروماني وطردت منها الروم ثم هدمت حصونها لكي لا يحتمي بها جيش حسان.
فإستنجد هؤلاء الروم بحسان بن النعـمان في مقابل إنهزامه سيطرت ديهيا على شمال إفريقيا لمدة خمس سنوات وتشكل مملكتها اليوم الجزائر وتونس وليبيا ومما قامت به أنها بسلوك حضاري أفرجت عن جميع الأسرى وعددهم 80 أسير وأعطتهم الحرية، ثم قررت ديهيا إبقاء أسير اعرابي واحد من الأسرى بالأوراس، فكان خالد بن يزيد القيسي. تبنته وأقام عندها وعاش مع أبنائها الأخرين الذي تبنتهم أيضا ومنهم يوناني تبنته وأمازيغي.
ديهيا تعرضت للخيانة من طرف الاعرابي خالد الذي تبنته
لما علمت ديهيا بخيانة خالد بن يزيد وقدوم حسان بن النعمان، إلتجئت إلى إستراتيجية الأرض المحروقة وهي خطة عسكرية أساسها هو تخريب الأراضي التي يطمع إليها العدو وتدمير أطماعه ونفذت هذه الخطة لدفع الاعراب الغزاة للتراجع عن شمال أفريقيا على حد سواء.
وقد نشبت معركة أخرى بين ديهيا وحسان بن النعمان في منطقة جبال الأوراس فإنهزمت فيها ديهيا وأسباب إنهزامها هو أن خالد الذي تبنته خانها وغدر بها.
فبسبب خيانة خالد الأسيرالاعرابي الذي تبنته تم قتل ديهيا غدرا وخيانة وهي عجوز عمرها 127 سنة، وقال عنها المؤرخ إبن خلدون: ديهيا فارسة الأمــــــازيغ التي لم يأت بمثلها زمان.