من هي رابعة العدوية وما هي حكايتها الحقيقة ؟

كانت هي المرأة الأشهر في تاريخ التصوف الإسلامي كله منذ نشأته وإلى يومنا هذا ، لم تكن حالة عابرة خاطفة بقدر ما يأتي اسمها على الألسن وتتخيله العقول، كما أنها للمفارقة لا تزال لغزا محيرا حيث اختلفت الأقاويل والروايات حول حياتها ..فمن هي رابعة العدوية وما هي حكايتها الحقيقة ؟ تعالوا لنعرف سويا فيالتقرير التالي:

مولد رابعة العدوية

لم تكتب كتابا واحدا عن حياتها، أو حتى لترصد فيه أهم أقوالها وآرائها في التصوف،عرفت بالورع والتقوى وكانت من أوائل النساء في عالم التصوف الرحب .
ضربت عنها أمثال كثيرة وقصص وحكايات لا تنتهي، فكانت حياتها مثل الحكايات الأسطورية، يقولون أن أباها كان رجلا تقيا، وعندما حانت لحظة ولادة رابعة لم يكن أهلها يملكون أي شئ ولا قنديلا للإنارة ولا حتي قماشا يلفون به المولود، فطلبت أم رابعة من زوجها أن يذهب إلى جارتهم ويطلب منها المساعدة.

فذهب الرجل وهو كاره بشدة لانه كان عاهد نفسه ألا يطلب شيئا من العباد، وحين ذهب لم تفتح له الجارة فبكى الرجل ونام وحلم بالنبي عليه الصلاة والسلام، يخبره ألا يحزن وأن من ستولد في هذا البيت امرأة ستكون لها كرامات وستكون تقية وأمره أن يذهب إلى عيسي زاجان أمير البصرة ويخبره بهذه الرؤية ويطلب منه ما يشاء.

وقد وجدت هذه الحكاية عن مولد رابعة العدوية في كتاب للجاحظ وهو أقدم كتاب تحدث عن مولد وحياة السيدة رابعة العدوية

لماذا لجأت رابعة إلى حياة الحانات

يقال إنه بعد أن توفى الوالدين وتفرق الإخوة وحدثت مجاعة كبيرة اضطرت رابعة إلى اللجوء إلى العمل في الحانات، حيث كانت تعزف الناي، ورآها أحد الرجال فاشتراها بدرهم واحد فقط ، لكنه كان رجلا ظالما وأثقل عليها العمل ، وكانت معيشتها لديه صعبة للغاية.

 كيف بدأت رسالتها الروحية

وذات يوم وبينما رابعة تسير رأت رجلا ينظر لها نظرة غريبة وشعرت بالخوف منه هنا تذكرت رابعة ربها وناجته أن ينقذها من شر الناس، رغم أنها لا تعلم إن كان الله راضي عنها ام لا ، لكنها سمعت صوتا يخبرها بأنها ستصبح في مكانة عالية وعليها ألا تحزن .ويقال إنها قابلت الصوفي البصري الكبير رياح بن عمرو القيسي ومن هنا تبدّلت حياتها

وليس ثمة شك في أن رابعة تأثرت برياح القيسي، كما أنها تأثرت برجل آخر ملأت شهرته الآفاق، وتربع على عرش التصوف في عصره وهو إبراهيم بن أدهم

وفي مدينة البصرة جنوب العراق، كانت حياة المدينة تجمع النقيضين بصورة لافتة وغريبة، النعيم الصارخ البالغ أوج الشهوات، والزهد القاتم القاسي المعفّر خدّه بالتراب، فانتقلت رابعة من النقيض إلى النقيض، في مدينة الأضداد تلك، كما أنها أدركت أن توبتها كانت رضا من الله وتحقيقا لإرادته، وظلت فلسفة التوبة عندها تتكئ على هذا المعنى.

وبالفعل بدأت رحلة رابعة العدوية بعد سماعها هذا الصوت فكانت تخدم سيدها الظالم لكنها كانت تصوم وتصلي وتقوم بكافة العبادات
ويقال إنه ذات مرة استيقظ سيدها فرآها تتعبد وتصلي ورأى فوق رأسها قنديلا مضاء غريبا
فاعتقها لوجه الله ومن هنا بدأت رحلتها مع الزهد والتصوف وعبادة الله

كيف كانت نهاية شيخة العاشقين

يقال أنه عندما حضرتها الوفاة دعت خادمتها عبدة بنت أبي شوال قائلة لها: يا عبْدة لا تُؤذِني بموتي أحدا، وكفّنيني في جُبّتي هذه، وهي جبّة من شعر كانت تقوم فيها إذا هدأت العيون.

قالت عبدة: فكفّناها في تلك الجبّة، وفي خمار صوف كانت تلبسه.
ثم رأيتُها بعد ذلك بسنة أو نحوها في منامي عليها حُلّة إستبرق خضراء، وخمار من سندس أخضر لم أر شيئا قط أحسن منه. فقلتُ يا رابعة: ما فعلتِ بالجبّة التي كفنّاك فيها والخمار الصوف؟ قالت: إنه والله نُزع عني، وأُبدلتُ به ما ترينه عليّ

وهكذا عاشت رابعة العدوية وماتت وهي شيخة العاشقين، المرأة التي أفنت حياتها في حب الله قولا وعملا.

Exit mobile version