نبي أثار جدلا كبيرا قيل أنه هو من بنى الأهرامات، وأنه من علم بموعد الطوفان الكبير، وأنه من أتى بكل علوم الطب والهندسة إلى العالم، قصته أثارت جدلا واسعا بين بعض المؤرخين والمستكشفين، فمن هو نبي الله إدريس عليه السلام ولماذا بعض المؤرخين مقتنعون أنه هو من بنى الأهرامات؟ وماذا يقول العلم في ذلك ؟
من هو نبي الله إدريس ؟
ذكرت في سورة مريم في القرآن الكريم قصة سيدنا إدريس عليه السلام وأيضا بعض الأحاديث الواردة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما ذكر ابن كثير في تفسيره وذكره الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما حكى عن ليلة الإسراء والمعراج ورؤيته لنبي الله إدريس عليه السلام ..ولقائه به في السماء السابعة وقد أكد الرسول أن المقصود برفعناه مكانا عليا أن روحه قبضت في السماء وليس على الأرض
وكان نبي الله إدريس هو أول بشر أعطى النبوة، بعد سيدنا آدم وشيث عليهما السلام، وكان أول من خط بالقلم، وقد عاصر من حياة آدم حوالي 300 عام.
إدريس ومصر
ذكر ابن تغري بردي المؤرخ منذ قرابة الـ 600 عام، في كتابه “النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة”،أن سيدنا إدريس عليه السلام قد استدل من فهمه لحركة الكواكب على قرب الطوفان فبنى الأهرامات ووضع فيها كل العلوم التي خشي من ضياعها”.
وأثار كلام هذا المؤرخ جدلا كبيرا واسعا من فكرة أن نبي الله إدريس هو صاحب فكرة بناء الأهرامات وفقا لكلامه وأن الأهرامات بنيت قبل الطوفان، حيث اختلف علماء الآثار والمصريات مع تلك الادعاءات وأثبتوا عدم صحتها استنادا لتحليلات علمية
ابن تغري بردي إمام وفقيه ومؤرخ مصري، ولد بمدينة القاهرة وهو تلميذ تقي الدين المقريزي المؤرخ المصري الشهير
عاصر ابن تغري بردي كبار المؤرخين مثل المؤرخ ابن حجر العسقلاني وشمس الدين السخاوي ويعد كتاب “النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة أشهر مؤلفاته
المؤرخون يؤكدون
أما الإمام السيوطي فكتب أن نبي الله إدريس- عليه السلام- كان واحدا من الأنبياء الذين دخلوا مصر وطاف بعدة بلاد غيرها
وذكر أن إدريس بنى عشرات المدن أصغرها مدينة «الرها» ثم عاد إلى مصر، وحكمها وكان أول من خطط المدن ووضع قواعد للزراعة وعلم الناس الفلك والهندسة.
وأغرب ما ذكره الإمام السيوطي أن أحد أهرامات مصر قبره والآخر قبر جده شيث بن آدم، أما المقريزي فذكر في كتابه «المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار»، والمعروف باسم الخطط المقريزية أن إدريس ملك مصر، وكان أول من بنى بها بيوتا حتى يتعبدوا فيها وأنه هو أول من علم الناس الطب.
لكن وفقا للباحثين فأن الأدلة المادية الملموسة والاكتشافات الأثرية تؤكد بناء قدماء المصريين للأهرامات، وأن حضارتهم هي أول حضارة علمت العالم الكتابة والطب والهندسة وغيرها من العلوم.
وأنه تم العثور على بردية قديمة في وادي الجرف، كشفت الكثير عن كيفية بناء هرم خوفو وهو أكبر الأهرامات المصرية،ليبقى الأمر محيرا ومثيرا للجدل ومادة للبحث حتى الآن.