يعتقدون أنهم بشر هبطوا من السماء، وليس مثل باقى نظرائهم على سطح الأرض، استوطنوا منحدرات بلدة باندياجارا بدولة مالي، وارتبطوا بالحضارة المصرية.. فما هى قصتهم؟
الدوجون هم مجموعة عرقية تعيش في منطقة الهضبة الوسطى في مالي في غرب إفريقيا، جنوب نهر النيجر في منطقة موبتي وفي بوركينا فاسو، ويبلغ عدد سكانها بين 400 ألف و 800 الف نسمة، ويتحدثون لغة الدوجون، والتي تعتبر بمثابة فرع مستقل لعائلة لغات النيجر والكونغو، مما يعني أنهم لا يرتبطون ارتباطًا وثيقًا بأي لغات أخرى.
وتأتي صعوبة تحديد أصل حضارة الدوجون إلى قلة المصادر التاريخية، لكن أكثر النظريات تداولا، والتي تتعلق بوجود هذه القبيلة، تقول إن الدوجون مصريون هاجروا من مصر القديمة عبر ليبيا، وصولا إلى موريتانيا وغينيا، ثم مكانهم الحالي في منحدرات باندياجارا في إقليم موبتي وسط مالي، وذلك قبل حوالي 3200 عام قبل الميلاد، هربا من الغزاة أو الجفاف أو ربما لأسباب أخرى.
ورسخ الاعتقاد بأن أصل الدوجون مصرى، اهتمامهم بعلوم الفلك، لاسيما فيما يتعلق بنجم الشعري اليمانية المعروف باسم “سيريوس”، والذي كان معروفًا لدى المصريون القدماء بنجمة إيزيس، وكانوا يعتمدون عليه في التقويم الخاص بفيضان النيل والزراعة.
أما عن المعتقدات الدينية التي يعتنقها الدوجون اليوم، فالإسلام هو الدين السائد في كثير من مناطق الدوجون، علي الأخص في بيجناري ولاول جيويو وقرى أخرى كثيرة، ولكن هناك مجموعات كبيرة لا تزال تحتفظ بمعتقداتها التقليدية، والتي تعد في غاية التعقيد وتتعدد فيها الآلهة والطقوس وأنواع العبادات بشكل كبير، والتمساح لدي معتقدهم حيوان مقدس، لأنه قاد شعب الدوجون إلى المياه خلال رحلتهم الأسطورية حتى وصلوا إلى منحدرات باندياجارا.
وكان الإله الرئيسي للدوجون يدعى أما “Amma”، يقولون عنه إنه خلق الشمس والأرض، وبعد أن خلق الأرض الأم تزوج منها، فأنجبت عدة توائم، وهي التي شكلت آلهة الدوجون الأسطورية.
أما مذهب الـ”ليبي” إله الأرض، وأتباعه يهتمون في المقام الأول بالدورة الزراعية، ولهم مرشد أو زعيم روحي يسمى الـ”هوجون” ويُعد كاهن للشعائر الزراعية باعتبار أنه يمثل الأرض والخصوبة والحياة.
ويتم اختيار الكاهن الهوجون وفق شروط صارمة، إذ يتم اختياره من أثرياء القرية وأكثرهم سمعة طيبة، و يطلب منه ألا يغتسل أو يحلق شعره لستة أشهر كاملة، ولا تسكن معه زوجته طوال هذه الفترة، إنما تقوم فتاة عذراء على خدمته طوال النهار، ثم تعود إلى بيتها آخر اليوم، وفي نهاية هذه الفترة تلتحق به زوجته، وتقوم بالدور نفسه الذي قامت به الفتاة لفترة أخرى حتى تعود حياته إلى طبيعتها.
تشتهر عائلة دوجون بتقاليدها الدينية، ورقصات الأقنعة، والنحت الخشبي، والهندسة المعمارية كما أن لها لغة سرية، ولكن مع القرن العشرين حدثت تغييرات كبيرة في التنظيم الاجتماعي والثقافة المادية ومعتقدات شعب الدوجون ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن بلد دوجون هو أحد مناطق الجذب السياحي الرئيسية في مالي.
يتكون فن دوجون في المقام الأول من المنحوتات، وعادةً ما يتم إخفاؤها عن أعين الجمهور داخل منازل العائلات ، أو الأماكن المقدسة، وترجع أهمية السرية إلى المعنى الرمزي وراء القطع وعملية صنعها.
الغالبية العظمى من الزيجات أحادية الزوجة، ولكن يسمح فى مجتمع الدوجون بالزيجات غير الأخلاقية المتعددة الزوجات، ولكن حتى في حالات الزواج المتعدد الزوجات من النادر أن يتزوج الرجل بأكثر من زوجتين، ولا تنضم الزوجات إلى منزل أزواجهن إلا بعد ولادة طفلهن الأول، ويتم اختيار الزوجة من قبل والدي الرجل.
اخيرا حياة الدوجون مليئة بالأسرار والحقائق الغامضة بالإضافة إلى تاريخ غني اشتركوا مع المصريين القدماء بالاهتمام بعلوم الفلك ومثلهم مثل أى شعب عنده مهاراته وثقافته وفنونه التى نالت إعجاب المهتمين.