اتهامات حملتها بعض كتب المؤرخين تزعم أن عمرو بن العاص أتلف خزانة الكتب بمكتبة الإسكندرية بالكامل بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب وأنه قام بتفريقها على 4 آلاف حمام وأحرقها في مراقدها وقضى على مؤلفاتها التي لا تقدر بثمن فيا ترى ما هي القصة
مصادر القصة
أورد المؤرخ عبد اللطيف البغدادي في كتابه الإفادة والاعتبار أن عمرو بن العاص أتلف مكتبة الاسكندرية بأمر مباشر من الخليفة عمر بن الخطاب.
أول من ذكر واقعة إضرام النيران هو المؤرخ عبد اللطيف البغدادي، ومن المعلوم أنه عاش في القرن السابع الهجري، أي بعد حوالي ستة قرون من الحادثة التي ذكرها وهنا يأتي سؤال مهم؟
لماذا لم يذكر المؤرخون الذين عاصروا القصة وعاشوها تلك الحادثة؟ وبالأخص منهم المؤرخون المسيحيون مثل يوحنا النقيوسي وقد كان مِن مَن عاصروا تلك الفترة.
هناك رواية أخرى أشبه بحكايات القصص السينمائية نوعا ما وهي قصة ابن العبري والتي تحكي أن كتب المكتبة وزعت على أربعة آلاف حمام، وأنها ظلت تستخدم وقودا لتسخين المياه لمدة ستة أشهر وهذه رواية مضحكة في أساسها فمعظم الكتب كانت من الجلود والجلد لا يصلح لاستخدام الوقود.
ثم لماذا ينقل الكتب إلى الحمامات؟ لو أراد عمرو حرقها لحرقها في مكانها أو كان دمر المكتبة كلها في الحال ، لأحرقها في الحال وفي مكانها، ولم يتكلف مشقة نقلها إلى حمامات المدينة.
حقيقة الأمر
في الحقيقة لم يكن للمكتبة وجود أصلا في زمن الفتح الإسلامي للمدينة، فقد أتلفتها النيران منذ زمن بعيد وتحديدا في عام 48 ق.م، عندما هاجم يوليوس قيصر الإسكندرية.
وهذا برواية المؤرخ “إليانوس مارسيلينوس” الذي روى أن مكتبة الإسكندرية أصابها التلف التام عندما حاصر يوليوس قيصر المدينة، وتصدى له المصريون، فأعطى أوامره بإحراق جانب كبير من سفن أسطوله خشية أن يقع في أيدي المصريين.
وأوصلت الرياح النيران إلى قلب المدينة مما أدى إلى احتراقها مع كتبها، كما ذكر الرحالة الروماني «أورازيوس» الذي زار الإسكندرية في القرن الرابع الميلادي نفس الرواية بعدما شاهد رفوف المكتبة خاوية الكتب.
منطقية الرواية
وإذا افترضنا جدلا أن المكتبة كانت عند دخول الجيوش العربية للمدينة، سيقوم الروم إذا حينها بنقل كتبهم إلى عاصمتهم ولن يتركوها في أيد المسلمين، فقد كان أمامهم أحد عشر شهرا يباح لهم فيه أخذ ما شاءوا إلى بلادهم من المتاع والأموال، وخصوصا وقد كان لديهم من الوقت ما يمكنهم من نقل مكتبات كاملة.
وفي النهاية ما هو رأيكم بخصوص تلك الرواية هل فعلا قام عمرو بن العاص بإحراق مكتبة الإسكندرية عن بكرة أبيها أم أن تلك الروايات في حقه لم تكن على قدر كبير من المنطقية والانصاف؟