ثقافة ومعلومات

هل كان المصريون غذاء للأوربيون وهل أحبوا طعمهم؟

حين تصاب بمرض معين فأنك تذهب إلى الطبيب ليصف لك دواء يشفيك، فماذا لو ذهبت إلى طبيب تشكو له من صداع يصيب رأسك ليصف لك دواء من مومياء تأخذ منها غذاؤك.

عادة عندما نسمع سرقة المومياوات لتباع كآثار او شيء من هذا القبيل، لكن المفجأة ان هناك البعض كان يتغذى عليهم ويأكلهم المصرية فما القصة؟

خلال العصور الوسطى وفي فترة ما قبل ظهور مضادات الالتهاب ومسكنات الآلام، انتشر اعتقاد مروع لدى الأوربيين وهو أن البقايا البشرية المصبوغة بإمكانها بمعالجة أي شيء بداية من الطاعون والأورام وحتى الصداع.

وعلى الرغم من أن تلك المعتقدات كانت خاطئة تمامًا إلا إنها ظلت طريقة العلاج المثلى من العصور الوسطى حتى القرن التاسع عشر، ولم تقتصر هذه الممارسة على مجموعة صغيرة، بل انتشرت بين جميع شرائح المجتمع حتى وصلت لرجال الكنيسة، وأفراد العائلات الملكية، ولم يتردد أحدًا منهم في دفع مبالغ طائلة للحصول على أجزاء من المومياوات حتى أن الملك تشارلز الثاني ملك إنجلترا تناول دواءً مصنوعًا من جماجم المومياوات وذلك بعد تعرضه لنوبة صرع.

ولم يقف الأمر على المومياوات فقط بل طال كل الجثامين، فبالتزامن مع انتشار هذه الممارسات الطبية الغريبة، عاشت أوروبا خلال تلك الفترة حالة هستيرية، حيث اتجه كثيرون لحضور تنفيذ عمليات إنهاء الحياة للأشخاص قبل أن يبدأوا بتقديم مبالغ مالية طائلة للحصول على أجزاء من الجثث، كما أن عمليات نبش القبور ونهب محتوياتها زادت بشكل كبير، حيث عمد سارقو القبور إلى استخراج الجثامين حديثة العهد لانتزاع أعضائها وبيعها للأطباء لصنع أدوية منها للمرضى، حتى أن الفقراء أقبلوا بشكل كبير على بيع كميات من دمهم للأطباء مقابل حصولهم على مبالغ مالية ضئيلة.

وظلت المومياوات دواءً موصوفًا لقرون عدة، حتى شكك طبيب ملكي، في أن المومياء هي دواء مفيد، ويعد البحث في ذلك الأمر وجد أن هناك مومياوات مزيفة مصنوعة من فلاحين متوفين في الإسكندرية تقدم إلى الأوربيين على إنها مومياوات قديمة حقيقية وأدرك حينها أنه يمكن خداع الناس، كما أشار إلى أن هناك أطباء لم يعتقدوا أن المومياوات الجافة والقديمة هي أفضل دواء، على الرغم من ذلك ظل الصيادلة يوزعون أدوية المومياء، ولكن مع بداية القرن العشرين تم التخلي عن هذه الممارسات الغريبة بالتزامن مع تقدم الطب.. وأنتم أخبرونا أغرب أنواع العلاج التي سمعتهم عنها فهل هي أغرب من قصتنا اليوم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى