من المعروف أن الحضارات القديمة في جميع أنحاء العالم كانت قد وصفت نوع معين من الآلهة باعتبارهم من الرجال الذين يمتلكون ميزات جسدية وخلقية معينة وكذلك قدرات استثنائية خارقة ،ولكن قد صنع السومريون على وجه الخصوص العديد من التماثيل القديمة التي تصور عدد من الرجال بعيون زرقاء كبيرة ، و تم وضعها في معبد عالى تقديرا لمكانة هؤلاء عند الحضارة السومرية القديمة. فما حكايتهم وما الرمزية وراء عيونهم الزرقاء الموجودة في أغلب التماثيل ، سأحكي لكم في ملخص القصة
كان لحضارة سومر آلهة معقدة للغاية ولكن أربعة من هذه الآلهة كانوا من الشخصيات أو الآلهة القوية التي لعبت دورا هاما في تقاليد الحضارة السومرية ، وقد تم تصوير الآلهة السومرية في شكل الإنسان في كثير من الأحيان
وكان من أهم هذه الآلهة وأقواها على الإطلاق هو الإله “إنليل” الذي وصل على الأرض قادما من السماء قبل خلق البشر كما هو مذكور في الألواح السومرية، والمخطوطات الحجرية الغامضة التابعة لها.
وعندما ننظر إلى كل التماثيل السومرية يمكننا أن نرى تباينا في أشكالها وصفاتها ، ومن أغرب هذه التماثيل هي التماثيل التي تم وضع العيون الزرقاء الكبيرة بها
قامت عالمة الآثار المعروفة “جين شوتر” بدراسة عدد كبير من المقابر السومرية التي تحتوي على الهياكل العظمية ، و وفقا لها قالت أن السومريين كانوا قصيري القامة و لديهم شفاه رقيقة وأنوف مستقيمة وعيون عميقة .
وأشارت شوتر” وعدد آخر من علماء الآثار إلى أن السومريين كانوا من ذوي البشرة السمراء أو القمحية الداكنة وبعيون عميقة سوداء و أصحاب شعر داكن أسود
بالضبط كما أشار السومريين إلى أنفسهم على أنهم “الشعب ذو الشعر الداكن” ولكن في الواقع هناك تماثيل سومرية تختلف تماما عن هذا الوصف وهي لا تنتمي إلى جنس السومريين بأي حال من الأحوال.
و أقرب مثال بسيط على ذلك أنها قد صورت بـ عيون زرقاء كبيرة واسعة بينما، كانت أعين السومريون عميقة سوداء داكنة
حيث كان من الواضح أن السومريين قد إعتبروا أن العيون الزرقاء “علامة من الآلهة” أو وصف لبشر أو كائنات يمتلكون صفات إلهية وقدرات إستثنائية خارقة قد جائوا إليهم قبل آلاف السنين ، وكنت في الواقع تفسير هذا اللغز المتعلق بهذه التماثيل
حيث نجد أن هذه الكائنات قد تم ذكرها فى العديد من الحضارات القديمة من جميع أنحاء العالم سواء في حضارة الأنكا أو الماياو كانوا يسمون تلك الكائنات بـ “أيلا” التى أو عند العبرانيون الذين دعوهم بالنور أو “ألوهيم” و حتى في مصر القديمة حيث قد صور الفراعنة هؤلاء النوع من الناس أو الكائنات في مصر.
وقد اسهبت “شوتر” في تقريرها : “ان السومريون كان يصفون اصحاب العيون الزرقاء بصفات اكثر من بشرية و كانوا يسمونهم باسم (إيلو) و كانوا معجبين و منبهرين بهم جداً ، و قد كانوا يضعون تلك التماثيل في معابدهم تأكيدا على قدسية تلك التماثيل و صفاتها الإلهية”.