جورج قرداحي صاحب الإطلالة المميزة في برامجه على مدار سنوات، والمسيحي الذي يفتخر بهويته المارونية، لكنه يمتدح الإسلام، ومقدم برنامج “من سيربح المليون”، و”المسامح كريم”، تباينت مواقفه من ثورات الربيع العربي التي ناصبها العداء منذ اللحظة الاولي.. ودعم أنظمة عربية وعارض أخري مواقفه جعلته يخسر مقعد وزير الإعلام في حكومة ميقاتي.. فلماذا اختفى قرداحي في الأونة الأخيرة ؟ ولماذا اتخذ مواقف سياسية مثيرة للجدل ؟ وما الثمن الذي دفعه نتيجة ذلك ؟ كل هذا سنعرفه في التالي:
بدأ جورج قرداحي من لبنان وبلغت شهرته آفاق العالم العربي بعد تقديمه برنامج “من سيربح المليون؟” على فضائية mbc السعودية، وهو البرنامج الذي صنع مجده وحقق له النجومية، كما قدم أيضا برنامجا شهيرا حمل اسم “المسامح كريم”. لكنه لم يحظ بنفس شهرة ونجاح من سيربح المليون.
ولد جورج فؤاد قرداحي في الأول من مايو/ أيار 1950، في قضاء كسروان في لبنان، وهناك نشأ وعاش بداية، ثم تلقى تعليمه في كلية سيدة اللويزة في الجامعة اللبنانية، حيث درس العلوم السياسية والقانون في لبنان.
بعدها اتجه إلى مجال مختلف تماما، إذ عمل في الإعلام الذي برع فيه، وبدأ مسيرته الصحافية في تلفزيون لبنان الرسمي في السبعينيات، وعمل في قنوات إذاعية عدة بينها إذاعة “مونت كارلو” الفرنسية في باريس.
تزوج جورج قرداحي عام 1989من إيدا كسار التي حصلت على لقب العائلة بعد ذلك، ليصبح اسمها إيدا قرداحي والتي تعيش معه لأكثر من 30 عاما حتى الآن، قصة حب وزواج ملؤها السعادة أنجبا خلالها ثلاثة أبناء، الأول يعرف باسم غبريال والبنتين باميلا، وباتريسيا.
ثم انتقل إلى رئاسة تحرير إذاعة الشرق في باريس أيضا، وقضى معها عامين من مشواره الإعلامي، لينضم عام 1994 إلى إذاعة (إم بي سي إف إم) في لندن.
النقلة النوعية في حياة قرداحي، كانت عام 2000، من خلال تقديمه برنامج “من سيربح المليون” على قناة “إم بي سي 1″، وحقق خلاله شهرة واسعة مستمرة حتى اليوم.
وفي عام 2007، حصل على لقب سفير النوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للبيئة.وفي 10 سبتمبر/ أيلول 2021 تم تعيينه وزيرا للإعلام اللبناني، ضمن حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي.
ثم استقال قرداحي من منصبه بعد تعرضه للهجوم بسبب تصريحاته حول الأوضاع في اليمن التي أغضبت دول الخليج وخاصة السعودية التي صنعت جزءا أصيلا من مسيرة جورج قرداحي الطويلة.
ففي 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، نشر برنامج “برلمان الشباب” التابع لقناة الجزيرة مقطع فيديو لمشاركة جورج قرداحي ضيفا عليه أثار خلاله أزمة كبيرة.
وبينما يجيب على أسئلة في الحلقة التي سجلت قبل أن يصبح وزيرا في سبتمبر/أيلول 2021، قال قرداحي إن الحرب في اليمن عبثية يجب أن تتوقف. كما أدلى بتصريحات أخرى ضد قوات التحالف في اليمن.
فقررت السعودية والبحرين والكويت الطلب من القائم بأعمال السفارة اللبنانية مغادرة أراضيها واستدعاء سفيرها في بيروت، وذلك على خلفية تصريحات قرداحي حول حرب اليمن.
وعلى الصعيد الشعبي أعلنت شخصيات سعودية إعلامية وعامة لومها المملكة على ما وصفوها بـ “صناعة شخصيات مثل قرداحي”، في إشارة إلى قنوات “إم بي سي”، التي ساهمت بقوة، في شهرة ونجاح قرداحي لسنوات.
رفض قرداحي الاعتذار عن تصريحات وتخلى عن منصب وزير الاعلام وقال إنه لم يخطئ بحق أحد لكي يعتذر، مؤكدا أن “مصلحة لبنان فوق الكل، ولا يجوز أن نبقى عرضة للابتزاز، لا من دول ولا من سفراء ولا من أفراد”.
وفي 10 سبتمبر/ أيلول 2021، نشر موقع “المدن” اللبناني تقريرا عن الحكومة اللبنانية الجديدة، ووصف جورج قرداحي بأنه “وزير الأسد” في إشارة إلى ولائه وقربه من رئيس النظام السوري.
و كان موقفه من الأزمة السورية سبباً في خسارته عمله في محطة «إم بي سي» السعودية الذي كان يُقدر قيمة عقده بحوالي المليون ريال سعودي، حيث دعم النظام السوري منذ بداية المظاهرات وحتى بعد تحول الأزمة إلى حرب مفتوحة.
وبسبب استشهاده كثيرا في أحاديثه بأيات قرآنية ترددت العديد من الاخبار حول اعتناقه الإسلام.
ولكن جورج قرداحي، نفي اعتناقه الإسلام مصرحا، بأن له الشرف أن يعتنق الإسلام، وبأنه معجب بشخصية النبي محمد الذي يكنّ له المحبة ويعتبره الإنسان الذي غيّر مجرى التاريخ، لكنه نوّه إلى أنه لا يرى فرقا بين المسيحية والإسلام وأنه لا يرى ضرورة لأن يغيّر المسيحي دينه، لأن هذين الدينين يكمل أحدهما الآخر.