أسرار ملك الدراما السورية المخرج سمير غريبة

كيف سيطر ذلك المخرج على الفنانين والفنانات في سوريا وما هي نقاط ضعفهم التي وصل إلى تفاصيلها كاملة طيلة العمل معهم؟ وما سر علاقته بإدارة أزمة البركان؟ وماذا فعل «غريبة» في فترة التسعينيات أثار الجدل والإعجاب في آن؟ تعالوا نتعرف على محتويات خزائن المخرج السوري الراحل:

فعل كل شئ وراء الكواليس وكان لحضوره مهابة بين فريق العمل في الأعمال التي باشرها ولم يجرؤ واحد من كبار الفنانين الذين خرجوا من تحت يديه أن يعارضه، من فرط تأثير الرجل ووقوفه على جميع خبايا الفنانين السوريين الذين عمل معهم.

الحدة ليست دائما مرفوضة

إنه المخرج السوري سمير غريبة المولود في حماة الذي أبكى رحيله الفنانين السوريين على الرغم مماةعرف به من حدة وجدية شديدة في العمل ،وهو ما كان يظهر جليا في ستوديوهات التصوير التي طالما فرض الصمت نفسه فيها بمجرد أن كان صوت المخرج الراحل يعطي إشارة البدء بالتصوير.. ولكن ما سر انبهار السوريين بذلك المخرج تحديدا ؟

مشاهد من بيوت السوريين

أدرك سمير غريبة منذ أولى لحظات عمله بالدراما أن الأمر ليس مجرد ربح يسعى إليه صناع الدراما، وليس مجرد تعليمات تصدر من قبل المنتجين ليتم تنفيذها بجهود فريق العمل وبدأ الرجل يستثمر علاقاته بأطياف المجتمع السوري كافة للوقوف على تفاصيل الجميع ومحاولة الخروج بأعمال تترجم واقع ذلك المجتمع ويفسر ذلك خط الجرأة الذي تحلى به الرجل
في تقديم أعماله للجمهور.

مشاهدون حول الشاشة

أجبر سمير غريبة السوريين كافة على الالتفاف حول الشاشة في زمن الفن الجميل وذلك من خلال أعماله التي تصدرتها مسلسلاته التي كانت سببا في قوة الدراما السورية والوصول بها إلى ترتيب متقدم عربيا .. فخاطب جمهوره بواقع الحياة
في «تلك الأيام»، وحذرهم كثيرا من «جلد الأفعى».

اختفاء رجل وسيدة فوق القانون

وبلغت الجرأة بسمير غريب مداها فقرر أن يكشف للجمهور «سيدة فوق القانون»، وحينما تعرض أحد الرجال لأزمة قرر أن يعلن على الملأ لغز «اختفاء رجل» وحينما أراد سمير غريبة اختبار مصداقية مشاهدي أعمالهم وضعهم في مواجهة
أمام «الكاميرا الخفية».

أعمال تحوي أسرار سحرها

امتازت أعمال سمير غريبة بقوة تأثيرها على السوريين، فهي وإن كانت مصنفة ضمن قائمة زمن الفن الجميل
إلا أن معظم مسلسلاته – حتى الآن – لا زالت مقاطعها متداولة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.

وهو الرجل الذي انحاز إلى بساطة الشعب السوري وقرر أن يحيي «حارة نسيها الزمن»، وتناول أسرار «القادم الغريب»
وحينما أراد الفلترة لجأ إلى «الغربال».. ولم تفارق الذاكرة الحية إبداعاته ففتش لديه في «بقايا الصور» .

لكنه عاد إلى جرأته الأشد في «حمام القيشاني»،  وغرد محلقا في «صوت الفضاء» ، بعد أن أدار أزمة «البركان» وضم إلى أعماله «نهاية سعيدة».

مبدع لن يتكرر

عشرات الأعمال الفنية قدمها الرجل رصيدا للدراما السورية وكان بحق ملك حقبة التسعينيات بتميزه  فيها بإختيار أفضل النجوم .

أما نقاط ضعفهم التي أدركها فقد عالجها بحكمة بالغة حتى وضعهم على الطريق الصحيح ،ولعل ذلك يفسر أسباب بكاء الوسط الفني السوري على ذلك المبدع الذي قلما يتكرر في الدراما السورية .

Exit mobile version