«الأهرمات ليست من بناء الفراعنة».. لا تندهش عزيزي القارئ فتلك الكلمة وإن كانت صادمة تاريخيا لكنها بالنسبة للفنانة نهى العمروسي واحدة من أهم نظرياتها واكتشافاتها التي قررت أن تنشرها للجمهور.. لتثير حالة جدل لم تنته حتى الآن، فهل تخلت نهى العمروسي عن الفن وقررت العمل كما تقول “باحثة” ، أم أنها تبحث عن بعض الضوء والشهرة من خلال هذا الكلام الصادم المريب ؟
حاولت الفنانة نهى العمروسي التي لم تدرس يوما التاريخ ولا الآثار تبرير نظريتها بأنه لم تكن هناك مقابر لملوك مصر خلال العصر الفرعوني وزاد الموقف صعوبة حينما روجت الفنانة المصرية تصريحات مفادها أن لديها معلومات مستقاة من الألواح السومرية، مفادها أن البشر تبنوا معلومات غير حقيقية منذ آلاف السنين.
باحث يواجه الفنانة
أثارت الفنانة المصرية تحفظات خبراء الآثار الذين اعتبروا أن آراء العمروسي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة بشأن الإدعاءات المثارة حول الأهرامات واعتبر الدكتور «علي أبو دشيش» الباحث في مجال الآثار أن تلك المحاولات استهدفت أن تكون الحضارة المصرية منسوبة إلى غير أهلها، وفند الخبير المصري الادعاءات المثارة بشأن بناة الأهرامات مؤكدا عدم صحة المزاعم المتعلقة بمسؤولية كائنات فضائية عن بناء الأهرامات بحسب «صدى البلد».
ما دور قوم هود
أعادت نظرية العمروسي المزعومة إلى الأذهان مجددا الإدعاءات المثارة دون أدلة علمية بشأن بناء الأهرامات المصرية والتي تصدر ترويجها كتاب يحمل عنوان «الفراعنة» لباحث يدعى محمد سمير عطا والذي ذهب إلى أن بناة الأهرامات هم قوم عاد الذين بُعث إليهم نبي الله هود، وذهبت بعض الآراء إلى أن بناة الأهرامات هم الجن الذين كانوا مسخرين لدى نبي الله سليمان، وفق تقرير نشره موقع «الجزيرة».
النهر المختفي
لكن كثيرا من الدراسات اللاحقة أثبتت أن الإدعاءات المثارة بشأن بناء الأهرامات على ذلك النحو لم تستند في مجملها إلى أساس علمي وأنه لو أن ثمة خلاف حول بناء الأهرامات فيجوز أن يكون قائما بشأن طريقة بنائها والمواد المستخدمة في ذلك ولا يكون الخلاف حول البناة الأصليين الذين اتخذوا أحد أفرع نهر النيل التي كانت موجودة في تلك الحقبة التاريخية في البناء.
حيث عمد المهندسون المصريون إلى استثمار الفيضان في تسهيل نقل الحجارة الضخمة المستخدمة في بناء الأهرامات، بذلك كان أحد العوامل المساعدة في بناء الأهرامات هو الفيضان السنوي – حينذاك – وفق دراسة أجراها باحثون فرنسيون ونشرتها شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية.
مصادر البناء العجيب
باحثون من جامعة مرسيليا عكفوا على مراجعة مواد بناء الأهرامات وتصميمها الفريد وخلصوا إلى أن المهندسين المصريين في عهد الفراعنة نجحوا في اختيار مواد الكساء الخارجي للأهرامات الثلاثة من أحجار كان يتم جلبها من منطقة طرة شرق النيل لكنهم اتفقوا على أن تكون كتل البناء الصخرية الكبيرة من أحجار خاصة بالبناء قرب هضبة الجيزة.
الأعمال الإنشائية وأدوات التقطيع والتكعيب والبناء كان العمال المصريون يستخدمون فيها آلات نحاسية تم نقلها من سيناء إلى الجيزة بعد تأكد المهندسين القائمين على عملية البناء من مستوى الصلابة والقوة، بحسب سكاي نيوز.
كل هذه النظريات والتفسيرات تدور في فلك تفسير طريقة بناء المصريين للأهرامات ، وهناك الكثير من النظريات غيرها ، فهل تستقيم ادعاءات الفنانة المختفية عن الأضواء أمام هذه النظريات ؟