«ولا يا حمو التمساحة يلاااا».. من منا لم يسمع تلك العبارة الشهيرة للحاجة «فضة المعداوي»، ذلك الدور الذي كان الأبرز في مسيرة الفنانة سناء جميل.
فبالرغم من مرور أكثر من 33 عامًا على عرض المسلسل الأكثر شهرة في فترة الثمانينات، حيث كان أول بث له في عام 1988، لينقل للشاشة قصة حقيقة كانت تدور حول الخلاف على فيلا أثرية بين تاجرة وأحد المسئولين السابقين.
اقرأ أيضًا
ابنة أحلام تخطف الأنظار بجمالها في أول ظهور لها.. لن تصدق كيف يبدو شكلها (فيديو)
مفاجأة مدوية بشأن إصابة فنان شهير بفيـ.ـروس كـ.ـورونا (صور)
وكثير منا قد يرى أن دور «فضة المعداوي» قد تمت كتابته للفنانة سناء جميل بالمقاس، إلا أن المفاجأة أن الدور لم يكن معروضًا من البداية على الفنانة سناء جميل، فقد كان معروضًا على الفنانة خيرية أحمد.
وتشير التقارير إلى أن الفنانة خيرية أحمد شعرت بأن الدور لا يناسبها، فملامحها وأسلوبها الحواري لم يتناسب مع شخصيتها.
وتنبأ أحداثه بالمستقبل الذي يواجه ذلك المسئول في عصر الانفتاح وسيطرة المال على القيم والمبادئ وحتى التراث، مما يجعل هذا البطل الواقعي إلى رفع رايته البيضاء أمام سيطرة السلطة المتمثلة وقتها في رأس المال.
فأحداث المسلسل حقيقية وتمت للواقع بصلة، كما يقولون، واستطاع كاتبها العظيم «أسامة أنور عكاشة» أن يتوقع من خلالها سيناريو هدم فيلا «عثمان باشا محرم» الموجودة على كورنيش الثغر أمام ملهى «كوت دازور»، بعد 22 عاما من عرض المسلسل، حيث جاء الهدم تنفيذاً للقرار رقم 47 لسنة 2010، نتيجة لثغرة في القانون وإصدار قرار الإزالة قبل قرار تصنيف الفيلا كونها أثرية.
فاستطاع صناع العمل أن ينقلوا الواقع بصراعه كما هو وتمكن المخرج «محمد فاضل» في أن يبث الروح في شخصياته ليحولها من مجرد تيمات مكتوبة على ورق إلى شخصيات حقيقية لحم ودم، ليمتزج خيال القصة بالواقع وتنقل شخصية مثل «فضة المعداوي» جبروت تاجرة خردة حقيقية في الإسكندرية مع بعض التعديلات البسيطة في أبعادها الشكلية والاجتماعية، حيث قدمتها الدراما كتاجرة سمك متحكمة في سوق السمك بالإسكندرية وطامعة في الحصول على فيلا أثرية ربما للصعود بأبراج سحابية تزيد من اموالها أموالاً لتزيد من طغيانها وظلمها وتجبرها.
ويقال إن الفنانة «سناء جميل» اندمجت في هذه الشخصية إلى الحد الذى جعلها تعيشها في واقعها خلف الكاميرات، ففي أثناء التصوير كانت شخصية حادة جدا قاسية في التعامل مع زملائها على غير عادتها الودودة مع الآخرين، وظلت على هذا الشكل حتى بعد الانتهاء من التصوير، حتى تعافت مع الوقت من عدوى فضة المعداوي، الشخصية التي تركت بصمتها على الدراما التلفزيونية، وعلى الرغم من مرور 30 عام على عرض المسلسل، مازالت جملتها « ولا يا حمو التمساحة يلا» التي رددتها طوال الحلقات وخاصة في الحلقة الاخيرة و«الإكو» أو التأثير الصوتي الذى ادخل عليها في أخر مشاهد الحلقة يتردد في أذننا ونتذكره جيدا.
الممثلون جميعا كانوا أداة ناجحة جداً من أدوات المخرج ولا نستطيع أن نغفل أهمية كل من القدير « جميل راتب» الذي عرف بأدوار الشر، وكانت المرة الأولى له التي يتخلى فيها عن شخصية الفيلن، ويجسد دور السفير مفيد أبو الغار صدق فني.
أيضاً سمية الألفي بدور الصحفية أمل صبور، هشام سليم بدور الفنان هشام أنيس، هادى الجيار بدور أستاذ الفلسفة العربي حنفي، فجميعهم قدموا ملحمة درامية سبقت الواقع وتنبأت بالمستقبل وجسدت تحكم رأس المال في فترة زمنية تراجع بها دور المثقف أمام « الجنية».