اتسمت الراقصة الراحلة تحية كاريوكا بالرحمة والعطف، فعلى مدار حياتها كانت ملجأ للكثيرين، منهم أولاد أختها وهم الفنانة رجاء الجداوي وشقيقها، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، إذ أنها في أواخر حياتها أهداها القدر طفلة رضيعة، على باب شقتها، قبل وفاتها بفترة وجيزة، ورفضت التخلي عنها،
اعتنت تحية كايروكا بالطفلة التي أهداها الله لها، وأطلقت عليها اسم “عطية الله”، وهو الاسم الذي أطلقه الشيخ محمد متولي الشعراوي عليها، ففي البداية كانت تود أن تسميها “عطيات”.
وقبل وفاتها بساعات، حرصت كاريوكا على إبلاغ ابنة شقيقتها الفنانة رجاء الجداوي، بالتأكيد على فيفي عبدو وتوصيتها برعاية “عطية الله”، وسردت الجداوي ذلك الموقف في أحد اللقاءات التليفزيونية، وقالت: “كان قبل الوفاة بيوم، كنت أنا قاعدة في الرعاية جنبها، ومسكت القلم وكتبتلي “فيفي”، فبقولها فيفي عبده، قالتلي آه، روحت قولتلها دي في مهرجان الأسكندرية، راحت قالتلي البنت، وكان قصدها على عطية الله، وبعدها ماتت الصبح، وفيفي جات وأخذت البنت وربتها”.
وسبق وتحدثت الناقدة ماجدة خير الله عن قصة تبني فيفي عبدو لتلك الطفلة، حيث قالت: “لما توفت الفنانة الراحلة تحية كاريوكا، تركت الطفلة الرضيعة “عطيه الله” أمانة لدى الفنانة فيفي عبده، وأوصتها عليها خيرا، واحترمت فيفي الأمانة، وقامت بتربية عطية الله وكأنها ابنتها الثالثة، وألحقتها بأفضل المدارس، وإذا سألت فيفي عن أخبار الطفلة اليتيمة التي تركتها تحية كاريوكا لديها، تتوتر وتقول:” اخفض صوتك البنت ما تعرفش حاجة، غير أنها بنتي”، ولم تتاجر فيفي عبده يوما بهذه الحكاية ولا تعلم بنشري لها الآن”.
وكثيرا ما تمنت كاريوكا أن تجنب، حيث أنها تزوجت أكثر من مرة، ولكن أكثر زوج تمنت الإنجاب منه، كان الفنان رشدي أباظة، ولكنهما تطلقا بسبب خيانته لها، أما عن أسباب طلاقها منه، قال الجداوي في لقائها مع لميس الحديدي: “طنط تحية كانت في لبنان وسمعت أنه عمل علاقة مع حد، ويمكن ده كان سبب في الطلاق، لإن إحساسها بذاتها اللي هو ازاي أنا اتخان”.
وتوفيت تحية 20 سبتمبر عام 1999 عن عمر يناهز الـ80 عاما أثر تعرضها لجلطه رئوية حادة بعد عودتها من رحله العمرة.