فن و مشاهير

تسريبات موثقة وإسقاط سياسي..مسلسل الكرزون يفتح ملف مرفأ بيروت

ثلاث سنوات عجاف مرت على حادث مرفأ بيروت في لبنان عانى خلالها أهالي الراحلين الأمرين.. بينما أصبح حق المتضررين وذويهم في علم الغيب أمام جهات تحقيق تؤجل التحقيق في الملف تارة وتستأنفه أخرى.. فيما قرر فنانون سوريون فتح الملف دون اعتبار لما قد يترتب على ذلك من تداعيات بعد توثيق أجزاء من الحدث الذي أربك لبنان والعرب كافة، فهل يتعرض هؤلاء الفنانون لتحقيق رسمي وإجراءات أمنية ربما تطال سلامتهم؟

حاول صناع مسلسل «الكرزون» تصديره إلى المشاهدين في بوستراته الدعائية الحذرة على أنه عمل يدور في إطار اجتماعي بحت بينما أفصحت الحلقات الأولى من المسلسل عن نوايا سياسية مدبرة لدى القائمين عليه مع سبق الإصرار والترصد.

اختفاء متعمد

قصة مسلسل الكرزون الذي يوحي من تسميته بالاختفاء ، و الذي أخرجه رشاد كوكش لا تبدو مبرأة تماما من السياسة وإن كانت مشاهدها توحي بسياق درامي في فلك الدرما الاجتماعية حيث رجل الأعمال السوري عدنان بك الذي يجسد دوره الفنان أسامة الروماني.. والذي دفعته سرعة البديهة إلى اتخاذ أصعب قرار في حياته.

على الفور قرر عدنان بك الاختفاء عن الأنظار والإيحاء لابنته بأنه اختفى بعد الحادث بعد أن اعتزم اختبار ابنته والتعرف على نواياها في حالة رحيله وترك تلك الثروة الكبيرة التي لا تقدر بثمن لها وتبين أن رجل الأعمال اختبر أسرته كلها بذلك القرار الغريب.

مواجهة صعبة

كانت الدروس التي قررها الأب شديدة التأثير على ابنته التي عاشت الحياة المرفهة ولم تكن أمام الأب وسيلة لتعليم تلك الابنة تحمل المسؤولية إلا بتلك الطريقة حيث وجدت نفسها بحكم الأمر الواقع في مواجهة حاسمة مع الحياة.

تتصاعد ذروة الأحداث في قالب اجتماعي لكنها تتضمن إشارة ضمنية إلى أن استغلال حادث مرفأ بيروت من قبل بعض المستفيدين كان احتمالا واردا عقب الحادث الذي وضع لبنان في تحديات أمنية صعبة وظل الفاعل حتى الآن مجهولا.

هل تمت تبرئته من السياسة

لا يقتصر التماس السياسي لمسلسل الكرزون على تناول قضية مرفأ بيروت بل تطرق أيضا إلى أوضاع لبنان خلال الأزمة الصحية التي عانت منها دول العالم كافة.. بينما يبقى التساؤل قائما بشأن توثيق المسلسل لاستغلال البعض للحادث على ذلك النحو خصوصا مع غياب المعلومات المطلوبة للمحققين بشأنه.

يشمل العمل العديد من نجوم الدراما أبرزهم، أسامة الروماني، ليليا الأطرش، مها المصري، عبير شمس الدين، جوان الخضر، عامر علي، وتم تصوير أغلب مشاهد العمل في العاصمة السورية دمشق.. وعكف المخرج على مراجعة النص والسيناريو مع التشديد على ضرورة الالتزام بالخط الدرامي الاجتماعي.. بينما لم يخرج العمل عن وصمة الإسقاط السياسي الواضحة في مشاهده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى