هو بصمة من بصمات الفن المصري، رأيناه على مدار السنين وحبيناه، ووجوده على الشاشة كفيل بإنه يكون سبب في الابتسامة، شارك في مئات الأعمال الفنية، وبيحب الفن من صغره، يمكن مبقاش هو البطل الأوحد ولا شوفناله أعمال باسمه، لكن أدواره مكنش حد يقدر يعملها غيره، هو ليه حتة لوحده محدش بينافسه فيها، وعنده كراكتر وكاريزما خاصة بيه.. هو النجم عبدالله مشرف.
الفنان عبدالله مشرف اسم مش محتاج إننا نعمله دعاية، لأنه هو أصلا الدعاية لأي عمل بيشارك فيه، هو من النجوم المساندين للأبطال في الأعمال الفنية، وبيفكرنا كدة بأيام ما كانت الأفلام كل اللي فيها ممثلين جامدين، وكل واحد فيهم ليه لون وطعم مختلف، بيقدر إن هو يمتعنا مهما كان دوره صغير، ليه طريقة مميزة في الكلام والتعبير، وبيذاكر شخصياته، وبيقدر يعمل كراكترات جديدة تلفت الانتباه.
هو اتولد في فبراير 1942، اسمه بالكامل عبدالله محمد عبدالله، وحصل على لقب مشرف من والدته فاطمة علي مشرف، كان طالب مش ولابد يعني، لأنه سقط في الثانوية مرتين، وربنا كرمه ونجح في التالتة بمجموع ضعيف، ولكن مكنش يفرق معاه الموضوع أوي لأنه من بدري كان مختار طريق التمثيل، وهو صغير كان بيجمع قرايبه ويقعد يقلد قدامهم مشاهد ونجوم، وده كان الشيء اللي بيحبه طول عمره، وفعلا دخل معهد الفنون المسرحية، وبدأ مسيرته.
دخل مسرح الطليعة، واشتغل في شوية عروض صغيرة، لحد ما قابل الفنان محمد صبحي، وقدم معاه مجموعة من أهم أعمال المسرح المصري طبعا، زي «تخاريف ووجهة نظر وكارمن» وغيرهم، بيحكي إنه في مرة قبل مسرحية «وجهة نظر» قال لمحمد صبحي أنا مش عايز اشتغل أنا مبحبش المسرح أصلا، عشان عامل زي السجن، هضطر آجي كل يوم، ولكن صبحي قدر يقنعه، واستمر في عرض المسرحية لمدة 5 سنين.
بعد كدة دخل عالم السينما من خلال فيلم «التخشيبة» للمخرج عاطف الطيب، وبعدها شارك في أعمال كتير زي «كتيبة الإعدام، والبيضة والحجر، والهروب، وكذلك في الزمالك، وقلب جريء، وعايز حقي» وأعمال تاني كتير.
الفنان عبدالله مشرف كان صاحب بصمة مميزة، وبيقول إنه عمره ما كان بيشتغل أو يقبل دور عشان الفلوس، ولكن كان المهم إنه يحب الشخصية اللي بيعملها، لدرجة إنه في وقت من الأوقات اتعرض عليه يعمل بطولة بعد مسلسل «يوميات ونيس» وكان فيلم اسمه «عبدالله يتحدى الإنترنت» لكن هو رفض، لأنه مكنش عارف هيعمل ايه بعد الفيلم ولا هيشتغل ازاي.
لاهتمامه بتفاصيل أعماله، حصل خلاف بينه وبين تامر حسني بسبب مشهد في فيلم «عمر وسلمى 3» عشان جملة كان معترض عليها، ولكن نجحوا وأقنعوه وقالها في الآخر وهي بتتعلق بالملابس الداخلية.
عبدالله مشرف اتجوز مرة واحدة في حياته من السيدة أمينة الدهان، ودي اللي قضى معاها عمره لحد وفاتها في 2014، واللي حزن عليها بشكل كبير، لأنها كانت هي مديرة شؤون حياته، بيقول إنه كان بيديلها كل الفلوس وهي تتصرف وتعمل كل حاجة.
وكان بيتعرض لبعض المواقف الكوميدية، منها لما نسي اسمه، وده لما كان في مرة في المنصورة وقابل واحد صاحبه مكنش قابله من فترة طويلة، فلقي نفسه مش فاكر اسمه، فاتخض، فبيقول لقيت نفسي في لحظة نسيت اسمي أنا شخصيا، وبعدين مد إيده عشان يطلع البطاقة عشان يقرا اسمه.
اتعرض أواخر السنة اللي فاتت لجلطة، واللي اتسببت في دخولة العناية المركزة، ولكن الحمد لله ربنا شفاه، وتعافى من المرض، ومستني دور مناسب عشان يقدر يرجع للمهور، وأكد إنه معتزلش، وضد فكرة الاعتزال، ومع ذلك صرح مؤخرا إنه قاعد في البيت من غير شغل، وعروض الشغل اللي بتجيله قليلة، لكن مفكرش أبدا في الاعتزال.