فنان من طراز خاص، من قلب المعاناة والأزمات أصبح نجما كبيرا، يحكي النجم السوري عابد فهد بأريحية عن الزمة التي عاناها قبل الزواج من الإعلامية زينة يازجي ، وكيف اضطر إلى تناول الأدوية والمهدئات ليخرج من مرحلة الشك إلى اليقين .. عن مسيرته الفنية والصعوبات التي واجهها نحكي لكم في التقرير التالي:
قرابة الأربعين عاما أمضى معظمها في ستديوهات الدراما وخشبة المسرح متنوعا بين أدوار تاريخية وأخرى سياسية.. مضت مسيرة الفنان السوري «عابد فهد» الذي أرسى أولى خطواته بالمشاركة في سلسلة «مرايا».
اقترن الظهور الأول لعابد فهد في بداية التسعينيات وما أن أدى دورا في عمل حتى ترك أثرا كبيرا في نفوس جمهوره.. ولم يكن عالم الفن على «عابد» غريبا فطالما رمقت عيناه والده المطرب السوري جورج فهد في أدائه الأغاني الساحلية، وفكَّر مليا في أعمال شقيقه المخرج التلفزيوني «عامر فهد». إلا أنه تحدث عن المعاناة التي عاشها في فترة من حياته قبل أن يتزوج الإعلامية زينة يازجي، وقال في أحد البرامج إنه اضطر لتناول الدوية والمهدئات حتى خرج من مرحلة الضياع إلى اليقين . مؤكدا أن زوجته غيرت حياته .
بداية التألق
تألق عابد فهد بالعديد من الأعمال التي أداها ووصلت درجة اندماجه فيها إلى مطابقة الواقع، ففي مسلسل «الولادة من الخاصرة» قام بدور مقدم اعتاد التمرد على أوامر قيادته وما أن استدعى مواطنا إلى مكتبه حتى أخذ يمارس عليه ضغوطا نفسية إلى أن طرده من مكتبه وحينما سأله أحد الضباط عن سبب استعمال القسوة معه ردَّ منفعلا: «مزاج.. وضف ذلك في المحضر تبعك»، ووصل به الأمر إلى مخالفة قيادته بدخول فيلا شخصية مسؤول كبير.
الحجاج بن يوسف الثقفي
كان دور «الحجاج بن يوسف الثقفي» واحدا من أخطر الأدوار التي جسدها «عابد فهد» وكان لدور جساس الذي أداه عابد فهد في «الزير سالم» صدى لدى المخرجين والمنتجين.. كان العمل إنتاج المركز العربي في الأردن وما أن عرضت المشاركة فيه على «عابد فهد» حتى فوجئ بأنه سيؤدي دور الحجاج.
يصف عابد ذلك الدور بأنه مفاجأة حيث لم يكن يعلم أنه سيقود بأداء شخصية الحجاج أصلا وعلم أن أمامه مسؤولية كبيرة من الإطلاع والمجهود والحفظ حتى اتقان الدور المكلف به، وساعده في ذلك إتقان اللغة العربية وعشقه للتاريخ.
أخذ يخطب الحجاج (عابد) بين رعيته بقوله: «أيها الناس: من أعياه داؤه فعندي دواؤه، ومن استطال أجله فعلي أن أعجِّله ومن ثقل عليه رأسه وضعت عنه ثقله».. بصوت واضح أتقن عابد الاندماج في الشخصية الصعبة التي أداها دون تشويه أو مبالغة أو تهاون رغم أن الرجل كان شخصية مثيرة للجدل، ولم يكن لعابد في ذلك الدور من منافس سوى «عبد الرحمن أبو زهرة» في مسلسل عمر بن عبد العزيز.
القضايا الشائكة
في المسلسل اللبناني «شتي يا بيروت» تألق عابد فهد في مناقشة فكرة الثأر، وأدى واحدا من أقوى مشاهده حيث جسد دور الأب الذي ظن أن ابنه يعيش لحظات النهاية إلى أن هرع عليه ينقذه خصوصا وأن لذلك الطفل ظروف خاصة.
هكذا ينجح عابد فهد عملا تلو آخر في الاستحواذ على متابعة جمهوره فحتى عامل السن لم يعد له تأثير على إبداعه وقد دأب النجم السوري على تطويع ذاته وفق سياق الشخصيات التي يقدمها.
يصعد عابد فهد ويظل مرتبطا بما لديه من ميراث موهبة عائلية لدى والده وشقيقه ويبقى المعيار لديه في قدرة الفنان على تطوير ذاته وثقافته.