كان الفنان أنور وجدي دنجوان عصره، محبوب الفتيات، مخرج سباق لعصره. ومنتج يعرف جيدا كيف يدير عملية الإنتاج السينمائي، ومؤلف وممثل، فنان شامل، لكن برغم كل هذا الزخم، انتهت حياته بشكل مأساوي.
البداية الفنية
ولد الفنان أنور وجدي في القاهرة عام 1904، هو محمد أنور وجدي الفتال. أسرته كانت تعمل في تجارة الأقمشة في حلب. وانتقلت إلى مصر في منتصف القرن التاسع عشر، في فترات الرواج المصري في القرن العشرين. حيث كانت مصر ملتقى كل الدول العربية.
بدأ مسيرته الفنية مع مسرح رمسيس مع الفنان الكبير يوسف وهبي، وأخذ يتدرج تصاعديا في الأدوار، ثم انتقل إلى فرقة عبد الرحمن رشدي وقدم فيها أولى بطولاته، ثم إلى الفرقة القومية التي كان يقوم بأدوار البطولة، وعندما فتحت السينما أبوابها كان أنور وجدي من أوائل الداخلين.
علامات مضيئة
شارك الفنان أنور وجدي في فيلم العزيمة، أهم فيلم في تاريخ السينما المصرية. وفي سنة 1947 قدم دور البطولة أمام كوكب الشرق أم كلثوم. وكان آخر أفلامها. وفي سنة 1949 قدم دوره المهم في فيلم “غزل البنات” آخر أفلام الراحل نجيب الريحاني.
اسم وحيد
كان الفنان الكبير يفضل اسم “وحيد” في أدوراه السينمائية، حيث استخدمه في أكثر من 12 فيلم سينمائي، يليه اسمه الحقيقي أنور الذي استخدمه في 7 أفلام، وكان دائم الظهور بدور الضابط والطيار، وكان آخر ظهور فني له في فيلم “4 بنات وضابط” مع الفنانة نعيمة عاكف، وكان اسمه وحيد في الفيلم.
زوجاته
تزوج الفنان أنور وجدي 3 مرات، الأولى من إلهام حسين ولم تستمر الزيجة سوى 6 أشهر، ثم تزوج من الفنانة ليلى مراد، وكونا ثنائي فني نجح نجاحا منقطع النظير، ثم تزوج للمرة الثالثة والأخيرة من الفنانة ليلى فوزي، ولكنه مات بعدها بـ 6 أشهر.
وفاته
سافر أنور وجدي إلى فرنسا للعلاج من المرض الوراثي الذي كان لديه (مرض الكلى متعددة الكيسات)، ولم يكن هناك علاج لذلك المرض حينها، وتوفي أنور وجدي جراء مرضه في ستوكهولوم بالسويد، وعاد إلى مصر محمولا في نعشه.
جثة في الشارع
يحكي الكاتب كامل الشناوي في كتابه (زعماء وفنانون وأدباء)، أن أنور مات قبل أن يدخل الفيلا الفخمة التي أعدها، ويقول أيضا إن أنور وجدي كان يبني عمارة جلبت له عيون الحاسدين لكنه مات قبل أن يكتمل بنائها، موضحا أن وجدي الذي امتلك الفيلا والعمارة لم يجد غرفة تبيت فيها جثته.
ويواصل كامل الشناوي حكي المأساة التي تعرض لها فتي الشاشة الأول . “وصلت الطيارة التي تقل نعش وجدي وبصحبته زوجته ليلى فوزي. وتجمَّعَ الناس حول ليلى، وتركوا الجثمان في حراسة الخواجة ليون (موظف في شركة أنور وجدي). وجاء أهل أنور وصحبوا ليلى معهم في عربة. وأخذوا يتحسَّسون جسدها بأيديهم للاطمئنان على صحتها الغالية . وأكدت لهم ليلى أنها لا تحمل مرضًا، ولا تحمل لهم حقدًا، ولا تحمل أي شيء.
وذهب ليون بالجثمان إلى مكتب أنور وجدي فوجده مغلقا. وذهب إلى البيت فوجده مغلقا، فبقى مع الجثمان فوق الرصيف حتى الصباح. أي أن جثمان أنور وجدي ظل بالشارع يوما كاملا . ثم استقل عربة إلى المقابر ولم يكد أهل أنور وجدي يصلون الى المقبرة . حتى أتى من يقول لهم أن مندوب التركات قد وصل إلى مكتب أنور وجدي، فتركوا الدفن وذهبوا إلى المكتب، واولي ليون وحده دفن جثة أنور وجدي.