يتوجه الإمام الشافعي إلى راهب طلبا لعلاج زوجته ويروي شعرا ليس له.. في مسلسل أثار جدلا كبيرا ، وأراد معارضوه إخراجه من الموسم الرمضاني .. إلى أن تدخل الأزهر الشريف على خط الأزمة.. فهل كانت أخطاء صناع المسلسل عن غير قصد أم أنهم تناولوا الإمام الكبير مع سبق الإصرار والترصد؟
لم تتوقف الأزمات التي أثارها صناع المسلسل المصري «رسالة الإمام» الذي تناول شخصية الإمام الشافعي عند حد قضية القصيدة المثيرة للجدل التي رواها الفنان خالد النبوي أثناء تجسيده شخصية الإمام حيث راجت الانتقادات بشأن العمل على نطاق أوسع حتى عرض الجمهور أخطاءه التاريخية من حيث عدم مصداقية المعالجة الدرامية وعدم مراعاة التاريخ.
رد صناع العمل يفشل في احتواء التداعيات
ظل صناع «رسالة الإمام» ملتزمين بموقف الصمت لكن يبدو أن لذلك الصمت خطرا على العمل وسمعته. وقرروا الرد على الأقاويل المثارة باعتبار أن ما تناوله المسلسل «رؤية درامية تتعلق بأحداث تاريخية وأن بعض القصص الفرعية والشخصيات من وحي خيال المؤلف» وذهب فرق العمل إلى التبرير التقليدي بأن ما حدث في المسلسل كان «لضرورة درامية».
لكن صناع «رسالة الإمام» لم يتناولوا حقيقة القصيدة التي كانت مصدر الاتهامات لفريق العمل .. فيما خرج الدكتور أحمد عمار المدقق اللغوي للمسلسل يصرح بأن «التحقق من مصدر القصائد الواردة بتلك الأعمال الدرامية ليست وظيفة المراجع اللغوي المطلوب منه ضبط النص فقط!!!» وتضمن رد المراجع اللغوي اعترافا ضمنيا بأن القصيدة المثيرة للجدل لم يتم التأكد من مصدرها بشكل علمي دقيق.
من يحمي اللغة العربية من قرارات المخرج؟
اللغة العامية المستخدمة في بعض مشاهد المسلسل أدت لانتقادات؛ وتبرير فريق العمل بأن اللغة العامة تم استخدامها باعتبارها لغة «القبط المصريين» في تلك الفترة مردود عليه بأنه كان من الممكن استمرار نفس الخط اللغوي في العمل كغيره من الأعمال التاريخية دون إدخال اللغة العامية فيه.
الخطأ التاريخي الأشد فداحة في العمل كان تناوله لقضية «خلق القرآن» التي واجهها العلماء في سنة مائتين وثمانية عشر هجرية بينما رحل الإمام الشافعي قبل ذلك التاريخ بأربعة عشر عاما.
اللجوء للراهب
المشاهدون روجوا لمشهد آخر يتناول اضطرار الإمام الشافعي للذهاب إلى راهب لتوقيع الكشف الطبي على زوجته رغم أن الشافعي كان واحدا من العلماء الموسوعيين الذين نهلوا من جميع العلوم ومنها علم الطب ولم يكن بحاجة إلى ذلك الراهب فضلا عن أن تلك الرواية التي ساقها العمل الدرامي يعتبرها البعض هي والعدم سواء.
الأزهر على خط الأزمة
العالم الأزهري الدكتور محمد على دخل على خط الأزمة واعتبر المسلسل تدليسا نال من اللغة والفقه والتاريخ على السواء، واعتبر أن الإدعاء بالحاجة إلى «حبكة درامية» ليس مبررا لتزوير التاريخ، فضلا عن نسبة حكمة منسوبة إلى أبوقراط اليوناني إلى الإمام الشافعي. الداعية خالد الجندي تبنى موقفا مؤيدا للعمل واصفا ما يتم بشأنه بأنه استهداف لكل جميل في مصر.