قصة السورية بيان ليلى التي انتصرت على عمالقة الألمان

تبدو ملامحها لجمهورها في حالة تأمل ذاتي ربما طال وقته لكنها كانت على يقين بكيفية وصولها جيدا من خلال ذلك الدور الذي لم تتمكن أجرأ الممثلات من تقديم مثله أمام كاميرات المخرجين وهو الدور الذي ربما لا تستطيع فنانة عربية أن توافق عليه من الأساس لحساسية القضية التي يتناولها. بينما خاضت الممثلة السورية الشابة بيان ليلى التجربة بكل شجاعة لتحصد واحدة من أهم جوائز السينما الألمانية .

سورية تواجه أزمة

حياتها ليست ملكا ، وإنما هي رهن قيم المجتمع، هذه الشابة مقبلة على الارتباط وتكوين حياة أسرية، وتواجه قضية من أشد القضايا حساسية والتي تتعلق بقدرتها على إثبات أنها لم تدخل في علاقة تضع حول سمعتها علامات استفهام قبل الارتباط الشرعي الذي من المفترض أن تكون تفاصيلة الدقيقة سرا بين الزوجين لا يعمله أحد غيرهما لكنها سيطرة العادات والتقاليد على ذلك المجتمع .

موقف متناقض وحسم غائب

هذه التفاصيل جميعها تضمنها فيلم «إلاها» الذي أدت فيه «بيان» دور هذه الفتاة التي وقعت في موقف متناقض بين ثقافة عائلتها القديمة التي تنتمي إليها وهي في ذات الوقت تريد أن تحيا الحياة الجديدة في المجتمع الألماني الذي يؤمن بقيم أخرى ربما تكون هذه القيم مغايرة للعادات والتقاليد التي عاشت وتربت عليها «بيان»، والتي عاشت في حيرة من أمرها فكيف لها أن تتجاوز هذه التقاليد التي تم تصنيفها على أنها من المقدسات وكيف لها أن تناقش قضية حساسة مع أصدقائها في مجتمع منفتح».

بيان على خشبة المسرح

حطت قدم «بيان» التي نشأت في مدينة «السلمية السورية» على الأراضي الألمانية منذ قرابة التسعة أعوام وأيقنت خلالها أن حاجز اللغة سيظل أمامها مانعا صعبا في بلد لم تتربى فيه ولم تدرك عاداته وتقاليده المختلفة عن وطنها الأم وأدركت أنها ستخوض في سبيل إرضاء موهبتها في مجال التمثيل طريقا طويلا ، إلى أن وقفت للمرة الأولى على خشبة المسرح الألماني في برلين وأدت بالفعل أدوارا باللغة الألمانية.

حضور لافت على الشاسة الألمانية

برغم الصعوبات التي واجهتها الممثلة السورية إلا أنها تجاوزتها جميعا ولفتت انتباه كبار المخرجين الألمان حتى أنها نالت جائزة «نيوفيسس أوورد» في ألمانيا باعتبارها واحدة من أفضل الممثلات الصاعدات .. واعترفت اللجنة المعنية بالاختيار أن «بيان» من بين الممثلات الأشد تأثيرا بحضورها اللافت على الشاشة وقدرتها على تقمص الأدوار بعناية شديدة حتى أن المشاهد يندمج مع أدوارها بقوة.

ربما يكون الإنتاج الدرامي لبيان ليلى حتى الآن غير مرض لجمهورها على مستوى الكم لكنها أثبتت لصناع الدراما أن نجاح الفنان بتأثيره قبل الحديث عن كم إنتاجه.

Exit mobile version