بجيمٍ معطشة ووجه وقور لم تنل جديته من جمال إطلالة صاحبته التي تظهر أمام جمهورها بسيطة كمثل العائلة التي نشأت فيها وفي بيتها تربت إلى أن مضت الإعلامية الجزائرية سارة بن عيشوبة بخطى ثابتة إلى قناة الحدث.. تعالوا نتعرف على قصة صعودها.
«أسلوبك هذا سينتهي بك إلى الإعلام أو المحاماة».. كانت تلك نبوءة عائلة مدينة خميس مليانة التابعة لولاية عين الدفلى، حينما لا حظوا طلاقة أسلوبها وجرأة طريقتها في تناول أي نقاش يثار معها.. حتى بدت أمام الأهل أكبر من سنها.
تغيير المسار
برغم توقعات المقربين ومنطقية النتائج بشأن مسار سارة بن عيشوبة، إلا أن دراستها ذهبت بها إلى تخصص الهندسة، وقررت فجأة تغيير مسارها الأكاديمي إلى مجال الإعلام حتى مارست تدريسه في الجامعات الجزائرية ومن التدريس إلى التطبيق كانت وجهتها إلى العمل في الصحافة الجزائرية
استوديوهات قناة العربية السعودية في دبي – قبل نقل القناة إلى الرياض – لم تكن وجهة مباشرة بالنسبة لسارة فقد عملت في ذات القناة أولا كمراسلة ولفتت بأسلوبها ورصانة تقديمها الرسائل الإعلامية من الجزائر إدارة القناة التي اختارتها مقدمة برامج في ستوديوهاتها – حينئذ – في دبي.
مذيعة الملفات الشائكة
اعتادت سارة المصنفة واحدة من «جميلات قناة العربية» إجراء حوارات مع المسؤولين بشأن الملفات الشائكة وأمامها يتأهب أي مسؤول لمراجعة جميع تصريحاته السابقة لأن الأسئلة ستقوم حتما على تصريحات «مقتبسة من كلامه»..
«أنت كما تقول في تصريح سابق لك من قبل…. » كانت تلك عبارة سارة المعتادة في تحميل ضيفها مسؤولية كلامه دميتري كوليبا الذي طالبته بمقترحات صريحة لحل أزمة بلاده.
مواقف محرجة
وبرغم اتزان سارة بن عيشوبة ورزانتها في تقديم حلقاتها إلا أن المواقف المحرجة مستها كما مست زملائها فذات مداخلة لوزير لبناني كان المسؤول يشير بعلامة الرفض حينما سألته عن احتياطي النقد الأجنبي .. وهنا أصبحت سارة في موقف مرتبك لم تتجاوزه إلا حينما أخذ الوزير يتكلم في شرح موقف بلاده.
مسؤول آخر أرادت سارة أن تجري مداخلة معه على قناة الحدث وتأهبت بشكل كامل لبدء الأسئلة على الهواء وما أن همت بتوجيه سؤالها اكتشفت أنها كانت في وادٍ والضيف في وادٍ آخر حيث كان الرجل مهتما بوضع سماعة الأذن وبادرها بعد تعطيل البث بقوله: «حسنا أنا أسمعك».. و- عندئذ – لم تتملك الإعلامية نفسها من الضحك على الهواء.
في مداخلة مع المحلل السياسي الليبي أحمد عبد الله العبود انتظرت سارة ضيفها لبدء تحليل الوضع الليبي بعد أت سألته عن مرشحي الرئاسة، وما أن حل دور الرجل للإجابة تبين أنه لم يكن يسمع شيئا وأخذ ينادي شخصا بجواره قائلا: «أبو حميد» بصوت مرتفع.. وهنا سيطر الضحك على سارة التي سيطرت على نفسها بسرعة بديهة عالية.
في إحدى حلقاتها فوجئت سارة بضيفين بدأ أحدهما مواجهة صعبة مع الآخر على الهواء إلى أن نجحت في السيطرة على انفعاله بقوله: «أنت تتحدث معي وليس مع أوروبا» وهنا أحس الضيف بالحرج وعاد إلى اتزانه بعيدا عن أسلوب الحدة الذي كاد أن ينهي به مداخلته بقرار من فريق العمل.
أسرار حياتها الشخصية
برغم شهرتها الواسعة نجحت سارة في الفصل بين حياتها المهنية المرتبطة بصيتها الذائع وحياتها الشخصية التي جعلتها كنزا خاصا بها ليس لأحد أن ينازعها فيه، وبالكاد يعلم متابعوها معومات غير موثقة عن زواجها من شخص غير مشهور. وبالكاد يعرف متابعوها أن لديها ابنا .. فهي تحيط حياتها الشخصية بالسرية التامة.