لو فتشنا عن الفنانين زمان سنجد عنهم حكايات غريبة ليس فقط بخصوص المرض والوفاة والحياة الشخصية، سنجد العديد من القصص خاصة بالدولة وكيف أثرت عليهم، مثل حكاية مصنع الفنان محمد فوزي الذي أخذه منه الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، فما قصته؟
محمد فوزي ومعاناة الطفولة
شوف يا أخي سبحان الله، مكتوب على الفنان محمد فوزي اللي اتولد في محافظة الغربية سنة 1918، إنه يعاني لما يكبر زي ما عانى في طفولته، ورغم إنه اتولد في نفس السنة اللي اتولد فيها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لكن ده ميشفعلهوش أبدا، وزي ما كان الفقر ملازمه وهو صغير الفقر والمرض لازموه وهو كبير.
والفنان محمد فوزي أبوه كانت شغلته قارئ للقرآن واتجوز 3 ستات، وده زي ما جه في المسلسل الإذاعي شحات الغرام، اللي اتعمل عن قصة حياة محمد فوزي ومأخوذ عن كتاب محمد السيد شوشة، وقال فيه إن فوزي واحداً من بين أكثر من 20 أخ وأخت، واشتغل فوزي وهو صغير في الموالد والأفراح عشان يساعد أبوه مادياً لحد ما سافر القاهرة اللي بدأت فيها رحلته مع المعاناة المادية بردوا، حتى إن مامته كانت بتبعتله كل يوم جنيه ومش بيكفيه فاضطر يشتغل في الملاهي الليلية عشان يصرف على نفسه، ثم لحد ما انضم لفرقة بديعة مصابني وبدأت حكايته مع عالم الفن.
مسيرة ناجحة ومواقف بطولية
استمرت نجاحات محمد فوزي في التمثيل والغناء وبقى ليه مسيرة ناجحة وكون ثروة كويسة فبدأ يكون ليه مواقف بطولية زي إنه قرر يعمل شركة إنتاج إسطوانات سماها “مصر فون” وده سنة 1958 بالاشتراك مع مراته وقتها الفنانة مديحة يسري ودي أنفق عليها كل أمواله لدرجة إنه اضطر يبيع بعض العقارات اللي كان بيمتلكها، عشان تبقى أول شركة مصرية شرق أوسطية لإنتاج وصناعة الإسطوانات، ووقف محمد فوزي مع الجيش وقت ثورة 23 يوليو وشارك في فعاليات “قطار الرحمة” ودي كان هدفها جمع تبرعات من المواطنين في كل المحافظات لدعم الجيش المصري سنة 1952، لأ وكمان غنى للثورة “كان وإن”، لحد ما اتفاجئ بصدمة مكانش متوقعها.
تأميم مصنع محمد فوزي
وقرار التأميم اللي خده الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في الستينيات من القرن الماضي، كان يقصد بيه إنه يحول ملكية المشروعات أو المؤسسات الاقتصادية للشعب بالتالي تكون ملكيتها عامة وتدورها أجهزة الدولة والحكومة، والقرار ده دخل فيه فنانين كانوا عملوا ثروات وبقى ليهم أملاك، وكان من بينهم محمد فوزي وده كان من ضمن القرارات الاشتراكية، والإصلاحات اللي أخدها الريس ومفيش مفر، ومن هنا حطت الدولة إيدها على ممتلكات خاصة وشبح الإفلاس طارد النجوم ومنهم اللي جاله المرض ومنهم اللي اتوفى بحسرته.
طردوا محمد فوزي من مكتبه
واتكلمت الفنانة مديحة يسري في لقاء ليها عن قصة التأميم دي وقالت إن محمد فوزي اشتغل لمدة شهر مستشار فني للمصنع اللي هما عملوه عشان يوفروا عملة صعبة للبلد بدل ما كان الفنانين بيسافروا لندن واليونان عشان تسجيل إسطواناتهم، لحد ما في مرة راح فوزي ولآخر مرة مكتبه لقى ضابط قاعد مكانه وقاله إحنا استغنينا عن خدماتك وكان رد فوزي عليه “متشكر”، وبعدين راح البيت، رقد 4 سنين جاله فيهم السرطان لحد ما ربنا افتكره سنة 1966.
واعتبرت مديحة يسري إن اللي حصل ده ظلم، يعني المصنع ده يتأمم ليه؟ إحنا فنانين ومعملناش حاجة طيب ممكن يأمموا اللي عندهم كذا ألف فدان لكن إحنا ليه؟”، وبعد كده المصنع ده بقى فيما بعد شركة صوت القاهرة، وقالت كمان إن مدير صوت القاهرة السابق علق لافتة كبيرة كتب عليها إن المبنى ده كان ملك للفنان محمد فوزي.
مديحة نفسها عانت من التأميم
الغريبة إن مديحة يسري اللي اتكلمت عن موضوع تأميم مصنع محمد فوزي هي كمان عانت من القرار ده، دي مشاركتهوش سبع سنين جواز بس لأ ده في أعماله السينمائية والإنتاجية وتأسيس شركة “مصر فون” كمان، ولما خسرت أموالها قدرت تتحمل أكتر من فوزي، وقالت إن فيلتها في منطقة الهرم واللي كانت مقامة على مساحة فدانين اتاخدت واتباعت لوزير مالية سعودي متجوز من مصرية وكان خدها بمبلغ 25 ألف جنيه.
ومش بس الفيلا ده كمان محتوياتها بما فيها ملابسها الشخصية ومعرفتش تاخد غير صورة كان راسمها ليها الفنان التشكيلي صلاح طاهر، ومصحف مكتوب بماء الذهب، وعلطول انت نفسها وكان عندها شوية مجوهرات باعتهم وحولت مكتب عندها لشقة صغيرة، وبعدها اتعرض عليها تشتغل في الكويت في برنامج إذاعي للمرأة والطفل، ووقعت عقد بـ10 آلاف دينار، ودي كانت بدايتها بعد التأميم وبقى راس مالها الجديد وفضلت تتلقى عروض من دول عربية عشان تشتغل هناك في مجال الإذاعة.