عندما جائت هدى سلطان إلى القاهرة باحثة عن المجد والشهرة لم يكن أخوها محمد فوزي “الملحن والفنان والمطرب” غير راضٍ عن ذلك، وحاربها وطلب من أصدقاءه المنتجين والمخرجين عدم توفير أي فرصة عمل لها، وتعقدت أمورها ولم تعد قادرة على تسديد إيجار الشقة التي استأجرتها فأشفقت عليها إحدى جاراتها ودعتها لقضاء رأس السنة عندها، وإذ بها تفاجئها بأن تعلن للحضور أن هدى ستغني، وحاولت هدى الإعتذار ولكن دون جدوى، فقدمت بعض أغاني أم كلثوم، ولمحت بين الحاضرين المخرج نيازي مصطفى وزوجته الفنانة كوكا، فاجتهدت في الغناء والتعبير بالإنفعالات.
وبعد الغناء أخذتها جارتها إلى غرفة لتقول لها خبر خاص.. ففرحت هدى، ظننا منها أن نيازي طلب منها أن تحدثها عن العمل معه في أحد أفلامه ولكن كانت المفاجأة مؤلمة عندما أخبرتها بأن عمدة بلدها العجوز صاحب الـ70 عامًا يريد أن يتزوجها، فرفضت وانصرفت غاضبة ولكن في اليوم التالي حدثت المفاجأة.. فقد اتصل نيازي مصطفى بجارتها وطلب منها مقابلة هدى سلطان وعرض عليها العمل معه في أول فيلم في حياتها الفنية “ست الحسن” لتكتب سطور المجد فيما بعد.
في عام أخر حل عيد رأس السنة وكانت حينها هدى مصابة بالأنفلونزا، فقرر زوجها النجم الكبير فريد شوقي عدم الخروج للاحتفال بهذه المناسبة ليبقى إلى جوارها، ولكنها صممت أن يخرج للاحتفال وتحاملت على نفسها، مؤكدة له على أنها تريد الخروج معه للاحتفال، وأصرت على ذلك وبالفعل ارتدت ملابس صوفية ثقيلة، وخرجت بصحبة وحش الشاشة يتجولان بالسيارة فى شارع الهرم، وفى الطريق اجتذبهم ضجة كبيرة بأحد الملاهى الذى اشتهر بكثرة رواده من أبناء الجالية اليونانية الذين كانوا يحتفلون برأس السنة، ولم تتوقع هدى سلطان أنهم يعرفونها.
وما أن كادت تجلس هى وزوجها الفنان الكبير فريد شوقى حتى ارتفع هتاف أبناء الجالية اليونانية يحيونها باللغة العربية قائلين “تعيش هدى سلطان”، وتجمهروا حولهما يطلبون منها أن تغنى، وفشلت فى إقناعهم بأنها مريضة، واضطرت أمام إلحاحهم أن تغنى لهم، وفوجئت بتجاوبهم وحبهم للأغانى العربية، ثم لقنها قائد الأوركسترا اليونانى مطلع أغنية يونانية مشهورة، وما كادت تغنيها حتى ضجت الصالة بالتصفيق والهتاف.