في العام 1954 كان الجمهور على موعد مع فيلم «الأنسة حنفي»، وهو فيلم كوميدي من بطولة إسماعيل يس وسليمان نجيب وماجدة وزينات صدقي وإخراج فطين عبد الوهاب
تدور أحداث الفيلم حول إصابة «حنفي»، والذي يجسد دوره الفنان إسماعيل يس بمغص حاد في ليلة زفافه فينقل إلى المستشفى حيث تجرى له عملية جراحية ينقلب بعدها إلى امرأة.
اقرأ أيضًا
مفاجأة جديدة تغير مسار قضية قتـ.ـيل فيلا نانسي عجرم
شيما الحاج تفاجئ الجمهور بخطبتها لرجل أعمال شهير
وفي المستشفى تقع «حنفي» في حب أبو سريع العامل في محل جزارة والدها، ثم تهرب وتتزوج أبو سريع وتعود لمنزل والدها بعد فترة، بعد أن تلد أربعة أطفال توائم، قد يبدو ذلك الفيلم من محض الخيال، ولكن الحقيقة أغرب من ذلك.
فوفقًا لتقارير فنية، فإن بطلة القصة الحقيقية هي فاطمة إبراهيم داوود، من مواليد ميت غمر بمحافظة الدقهلية، توفي والدها وتزوجت والدتها بآخر، لتتركها وشقيقاتها في رعاية الجد الذي توفي بعد فترة قصيرة، فخرجت «فاطمة» للعمل حتى تستطيع كفالة شقيقاتها الصغيرات.
نجحت فاطمة في تحمل الأعمال الشاقة مما زاد إعجاب أهل قريتها بها فتقدم لخطبتها أكثر من شاب ولكنها كانت ترفض في كل مرة، وبعد ضغط الأهل اضطرت أن تعترف لهم أنها تشعر بالنفور تجاه الرجال ولفتت أنظارهم إلى خلو جسدها من أي ملامح أنثوية.
وبعد عرضها على الدكتور جورجي إلياس بمدينة الزقازيق، أوصى بعرض حالتها على أطباء القصر العيني في القاهرة، والذين قرروا إبقائها في المستشفى لإجراء عملية جراحية خاصة، تحولت بعدها إلى شاب كامل الرجولة، أطلق على نفسه اسم «علي»، وبعد فترة خطب «علي» فتاة من قريته تدعى «فاطمة».
استثمر المبدع «جليل البنداري» تلك الواقعة التي شغلت الرأي العام، ليستوحي منها قصة فيلم «الآنسة حنفي» الذي أحدث ضجة كبيرة وقتها، وبرع فيه إسماعيل يس في تجسيد دور الفتاة المتحولة جنسياً وشاركه البطولة الفنانة ماجدة، وزينات صدقي، وعبد الفتاح القصري، ورياض القصبجي، والفيلم من إخراج فطين عبد الوهاب.